لكثرة الناصحين و الواعظين و الأطباء و المدربين .. فقد لفت نظري علماء او خبراء ما يسمونه .. التنمية البشريّة .. و الذين ينفخون في رماد عجزنا ، و يسحبوننا من حالات عجزنا و تثاؤبنا .. و قد هدفوا برمجة أعصابنا . و قد سمعتهم و قرأت لهم أننا نستطيع اجتراح المعجزات .. بأن نخاطب أنفسنا ، بعبارات مثل : نعم ، أستطيع .. أستطيع ، و بصوت عال
و قد قلت ، لأجرب ،، و كان التحدي أن أقفز عن حفرة بمسافة اربعة أمتار… فترددت و تشاهدت .. و صحت : نعم .. استطيع .. استطيع
و علمي بنفسي أنني قد قفزت ..
و لما أفقت ، و ذهبت غشاوات عن عيوني و إذ بي بين يدي بيض الحمائم .. و ساقاي غارقتان بالجبس .. و من حولي دائرة من الوجوه تحملق و تحوقل .. و مازال في أذنيّ رجع صدى من المحاضر ، فقط اصرخ ع نفسك و قل
Yes , I can ..
و لا أدري لماذا مرت صورة الرئيس
السابق .. أوباما ..و هو يردد نفس العبارة ، و لكن دون أن يُلَلف بالجبس .. فقلت : ليس كل من قال افتح ياسمسم .. تتحرك صخرة مغارته ! و ليس كل من امتلك منبرا دعائيا أو دورة طارئة ، ليصبح مدربا في التنمية البشرية . . تماما
مثل اختصايي و اختصاصيات التغذية الذين يملأون أوقات البث للبرامج الصباحية .. و يطالعوننا كل صباح في كل محطة .. كل كذا و لا تأكل كذا .. و يحسبون ذلك علينا بالسعرات الحرارية .. و مرة يقولون لك اشرب ع الريق ماء ساخن و مرة ، احذر اشرب ماء بارد
مرّة اشرب قهوة و مرّة احذر القهوة
مرة الزيت البلدي بيخرط معدتك و مرة بيزيد وزنك .. وهلم جرا أو حبوا ..!!
نحن نعيش في عالم مفتوح على بعضه ، مثل البيت اللي ماله أبواب
و لا شبابيك تغلق .. و الهوا يلعب
به . و هكذا الفيس و أخواته من وسائل التواصل و التقاطع !!
الاجتماعي .. فالكل دون أدنى تكاليف و بالمجان : أطباء و حكماء و وعاظ و حملة مشاعل علم و ابداع .. و قادة فكر ..
كل ذلك ، يحصل عند الكثيرين و هم يحلمون ، و يرددون :
نعم ، انا استطيع ..
استطيع .. يع ..يع !!!
– أحمد المثاني –
