البحرينية “الصايغ” والاردنية “عاهد” يجمعهما “اختراق الهاتف” والدفاع عن حقوق الانسان ..


سواليف – خاص – احكام الدجاني
كشف تحقيق “اكساس ناو” و”فرونت لاين ديفندرز” عن تعرّض ناشطتين حقوقيتين من البحرين والأردن لاختراق أجهزتهن باستخدام برنامج التجسس “بيغاسوس”، وهو برنامج تابع لمجموعة “إن أس أو” التابعة للاحتلال الاسرائيلي.
وقد قامت “فرونت لاين ديفندرز” بتحليل أجهزة الناشطات بمساعدة من منظمتي سيتيزن لاب ومختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية من أجل التأكد من استعمال بيغاسوس للاختراق.
واكتشفت “منظمة فرونت لاين ديفندرز” أن جهازي الناشطة الحقوقية هاله عاهد والمحامية الناشطة الحقوقية البحرينية، ابتسام الصايغ قد تعرّضا للاختراق بواسطة برنامج بيغاسوس منذ شهر آذار/ مارس 2021.
موقع سواليف الاخباري اجرى اتصالا مع المدافعة الحقوقية البحرينية ابتسام الصايغ لمعرفة موقفها من الاختراقات لهاتفها ماذا يعني هذا الاختراق للمدافعة؟


تجيب الصايغ: بعد اكتشافي ان هاتفي وللاسف تم اختراقه اكثر من ثماني مرات رغم ان لدي الكثير من برامح الحماية يفترض ان تحمي بقدر بسيط ولكن التجسس برنامج خبيث اكبر من برامج حماية وبهذا وصلت لقناعة بأن لا امان مع هذه الاجهزة الذكية، حياتي اصبحت مثل الكتاب المفتوح امام من يريد، ومن يمتلك هذه البرامج، وانه قادر ان يتطفل على خصوصيتي، لا اشعر بالامان بالتأكيد خصوصا ان هذه البرامج هي برامج ضمن برامج لشركات الاحتلال واعتقد بأن استهدافها للمدافعات عن حقوق الانسان لا نعرف الجهة التي كان لها المصلحة في مساعدتهم او في ترشيح استهدافنا ولكن نحن نعتقد انها جزء من منظومة لتقييد المرأة من جديد وعزلها لان المرأة العربية بدأت في سباق كبير تتصدر الميادين السياسية والانسانية والحقوقية وهي تتصدر كل المنابر لرفع صوت المظلومية ورفضها للاستبداد ورفضها للتعذيب ورفضها للتمييز واللا عدالة.
المراة العربية ارتقت الى مستويات كبيرة هي لا تطمح ان تكون اداة تجميلية ولكن هي مناضلة منذ سنوات قديمة ولكن اليوم صوت المرأة يرتفع وصوت المدافعات عن حقوق الانسان يعتلي المنابر ويُعّبر عما يحدث في اوطانهم ويتضامن هذا الصوت مع كل قضايا الامة العربية والامة الاسلامية والانسان عموما في كل العالم هذا هناك من يرفض تقدم هذه المرأة ويريد اعادتها الى جحرها ان يفرض سلطته عليها من اجل ان تعود الى المنزل ولهذا السبب لكثرة ما شعرت بالخوف خصوصا انني عندما جلست مع منسق (فرونت لاين) واخبرني بمدى خطورة هذا البرنامج ومدى قدرته في التطفل على خصوصياتي وحياتي لا اعرف الى اين ستصل طموح هذا البرنامج ومن يديره في استغلال المعلومات التي خلال فترة و2019 اختراق هاتفي حتى اليوم ثلاث سنوات تقريبا وخلال هذه السنوات كم من المعلومات استطاع ان يأخذها هذا البرنامج وكيف سيتم الاستفادة منها لصالح هذه الانظمة الخبيثة وكيف سيكون ضررها علي اجتماعيا ونفسيا وانسانيا وعائليا وافكار كثيرة تنتابني حاليا ولكن بقدر خوفي بقدر قلقي من استهدافي من بين النشطاء البحرينيين ومن بين النشطاء العرب اعتقد بان هذا الاستهداف لم يكن لو لم اكن انا مؤثرة وكان لعملي دورا حقيقيا في الوقوف امام الظالم وامام المستبد وضد الاحتلال .
ولم تخاف الصايغ .. تجيب: طبعا اشعر بالخوف اشعر بالقلق أن يصل هذا الاستهداف لأشخاص لا ذنب لهم سوى انهم مرتبطين معي بعلاقة عبر الهاتف ومن عائلتي اصدقائي احبتي معارفي .. انا لا اعرف القدر الذي قد يتضررونه كما انني اشعر بالقلق على حياتي وعلى نفسي فالاستهداف قد يطعن الكثير من الامور بحياتي وقد يتحكم باموري الاجتماعية والاسرية والمالية وسمعتي بين المجتمع خصوصا اننا في مجتمعات محافظة المرأة بقدر ما تكون متقيدة بأمور تحاول ان تكون صوت لقضاياها وصوت لقضايا الضمير الانساني في منطقتها تضع في عين الاعتبار الظروف الاجتماعية والعادات والتقاليد التي تحكم اوطاننا العربية وعلى هذا الاساس من الطبيعي ان اخاف على السمعة التي بنيتها لنفسي خلال هذه السنوات الطويلة ان تتأثر بسبب هذا البرنامج
طبعا انا لست خائفة القضايا التي اؤيدها قضايا انا اعلن تأيدي فيها انا ضد التطبيع وضد الاحتلال لأي ارض في العالم وانا ضد الظلم والاستبداد انا مع الانسان ومع عدالته ومع حقه في التمييز ولكن مع هذا كله التي انا اؤيدها واتفق معها واناضل من اجلها
مع هذا انا ايضا اشعر بالقلق ان يتم الاستفادة من اي معلومات قد لا اكون اقبل بعرضها على العموم معلومات او خصوصيات خاصة اليوم هذا البرنامج يستطيع ان يفتح الكاميرا في وقت نومي ويستطيع تسجيل مقاطع لحياتي الشخصية بالتأكيد اشعر بالخوف، انا لا ادري انا قد اكون انا ان اربط هاتفي الذكي بجهاز اللاب توب بالسيارة بالعديد من الامور وهذه الامور ممكن ان ثؤثر وتتحكم حتى في اداء القيادة
انا لا اعرف ظروفي وماذا ممكن ان يتم استغلاله من خلال تأييدي لبعض القضايا الانسانية وتحويلها الى ادوات ضدي واستهدافي مستقبليا.
وعن ضريبة دفاعها عن حقوق الانسان تقول الصايغ: بالنسبة الى عملي الحقوقي خلال فترة انتمائي للعمل حتى هذا اليوم الكثير والكثير ومن اجل استمراري في ايصال صوت الضحايا التي اعتبره امانة في رقبتي دفعت به اثمانا غالية دفعت به حريتي ودفعت راحتي سلسلة من الاستدعاءات والاستحقاقات والتعذيب الذي تعرضت له والتحرش والاعتداء الجنسي خلال هذه المسيرة الكبيرة انا لا ترعبني المراقبة ولا ترعبني ان يكون هناك متطفل على حياتي خصوصا ان في اوطاننا العربية لا ننعم اساسا بالحريات التامة وممكن ان يتم تلفيق لنا تهم من لا شيء فقط لاننا صوت للمظلوم ونرفض هذا الظلم ولهذا سأستمر في دعم الضحايا وسأستمر في دعم والنضال من اجل اهدافي للعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان كما انني لن اتنازل عن قضيتي الاولى قضية فلسطين التي هي محور قضايانا والتي لن نتخلى عنها اخلاقيا ولا انسانيا
عن تضامن ابتسام مع هاله تضيف: تضامني مع الاخت هاله التي لم التقيها ولكن جمعنا بيان واحد حول ما تعرضنا له من خلال اختراق اجهزتنا الهاتفية واريد ان اقول لها نحن بالرغم من جهودنا التي نبذلها بشكل مخلص من اجل الانسانية وحقوق الانسان وقد تكون هي جهود جبارة ولكننا ما زلنا نشعر بأننا سنقدم الكثير واننا ما زلنا في ظل دول الاستبداد التي لا يحكمها القانون ولا يحكمها قانون حقوق الانسان تظل ضئيلة مقارنة بما يحدث في الواقع من انتهاكات يتعرض لها المضطهدون والمظلومون طالما نحن مستمرون بمناصرة الضحايا وعملنا قد يكون له ثاثير بسيط عالميا ولكن بالتأكيد له تأثير محليا حتى اصبحنا هدفين للتجسس وسنستمر حتما سنستمر لان قضيتنا هي قضية الكرامة الانسانية التي لا يمكن ان نتنازل عنها لأن التنازل عنها تعني لنا تنتازل عن انسانيتنا.. فنجعل الاستهداف سبب في وحدتنا ولم فرقتنا الانظمة لانه حتما الشعوب العربية تعيش حلم الوحدة.
اما المحامية والناشطة الحقوقية الاردنية هالة عاهد وبعد حملة التضامن الكبيرة معها للرافضين لمبدأ اختراق خصوصيتها وهاتفها وعملها فتقول: ممتنة لكل الاصوات المتضامنة، طوق الناس عنقي بطوف من الياسمين، وهذا ليس مستغربا؛ فمن جهة هذا الاختراق يخالف القيم والتقاليد الراسخة ولا يرضى به شعبنا ومن جهة ثانية هذا انتهاك خطير لحقي وحق آخرين بالخصوصية، وان كان هاتفي واننا ناشطة حقوقية قد اخترق فهذا يدلل ان هناك عشرات الهواتف لسياسيين وصحفيين ونشطاء قد اخترقت كذلك، وهذا التضامن هو بالضرورة تضامن مع كل من تعرض هاتفه للاختراق او قد يكون عرضه في المستقبل.
وان كنت لا استطيع الجزم تقنيا بجهة الاختراق؛ ولكن ان كان من جهة اردنية فهذا يعني ان لا حق مصان ولا محترم، وهو جزء من ممارسات تقويض الحقوق والحريات وانتهاكها، ويأتي للتأثير على من يخترق هاتفه، ان كان رأيي اجهر به دائما وليس في ممارساتي الحقوقية ما يخالف القانون فلماذا يخترق هاتفي وآخرين؟ هل هو للبحث عما يديننا او يتم تهديدنا به؟!
وعن موضوع الاختراق فتصفه عاهد بأنه مزعج ومؤرق لا انكر؛ خاصة انه يمس كل من اتعامل معهم، ولكن هذا دليل انني وغيري من النشطاء والحقوقيين ينبغي ان نستمر في عملنا الحقوقي حتى لا تتكرر الانتهاكات.
اما من ناحية الامان الرقمي فسأتبع اجراءات لحماية هاتفي ومعلوماتي وينصح بها خبراء الامن الرقمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى