قلق قبل الانتخابات … وتفكك القوائم قبل تشكيلها

سواليف

التنقلات التي تقررت مؤخرا حسب بعض معطيات المعلومات حول قائمة الحركة الإسلامية المرشحة للمشاركة في الانتخابات المقبلة اثارت المزيد من الغموض على الواقع الانتخابي قبل نحو شهرين فقط من يوم الاقتراع ووسط التوسع في ظاهرة تفكك القوائم الانتخابية حتى قبل تشكيلها.
ثمة مفاجآت يتحدث عنها السياسيون والشارع تحت عنوان مشاركة الإخوان المسلمين في الانتخابات الوشيكة. ابرز هذه المفاجآت العودة المحتملة للاعب برلماني مثير جداً للنقاش والجدل هو الوزير السابق الدكتور عبدالله العكايلة أحد أقطاب جماعة الإخوان في الثمانينات وأبرز المنسحبين منها في وقت لاحق.
العكايلة حسب آخر المعطيات يستعد للمشاركة في الانتخابات ليس عن بلدته الأصلية في الطفيلة جنوبي البلاد ولكن عن الدائرة الثانية في عمان العاصمة. فمقربون من العكايلة يتصورون ان رجلاً مخضرماً من وزنه وفي خبرته لا يقدم على خطوة من هذا النوع بدون تنسيق مع جماعته السابقة الأم.
والمقربون من العكايلة وهو «رقم صعب» برلمانياً بكل الأحوال يشيرون إلى أنه نظم مصالحة داخلية مع قادة الجماعة الأصلية وعلى اساسها قرر الترشح بعدما توثق من أن ناخبيه من أبناء منطقته مسجلون أصلاً في عمان وليس في مدينته الأم الطفيلة.
بالتوازي تتناقل بورصة الانتخابات المنظمة عند الإخوان المسلمين اسم نقيب المحامين الأسبق وأحد اقطاب المؤسسات النقابية المحامي صالح العرموطي كمرشح محتمل لصالح التيار الإخواني في الدائرة الثالثة بالعاصمة عمان.
بالتوازي مع العرموطي قد يدعم الإخوان المسلمون في الدائرة نفسها الإعلامية الشابة ديما طهبوب زوجة الشهيد الصحافي طارق أيوب عن المقعد النسائي.
العرموطي ليس عضواً في جماعة الإخوان لكنه من أبرز المدافعين عنها والمقربين منها ومثلها قانونياً في المحاكم مرات عدة وترشيحه في ثالثة عمان قفز بنقيب المهندسين الأسبق وائل السقا للترشيح في الدائرة الخامسة بالعاصمة.
يبحث الإخوان في نسختهم الأصلية وبعيداً عن الجماعة الموازية التي حظيت بالترخيص مع «شخصيات وطنية» أخرى للتحالف معها انتخابياً في خطوة تنظيمية وسياسية مهمة ومثيرة يمكن ان تؤدي لتلوين الخارطة الانتخابية بصورة غير متوقعة خصوصاً إذا ما توافقت مؤسسات القرار على ان «كلفة العبث» في الانتخابات وبأي طريقة لا يمكن احتمالها قياسا بالأهداف المرجوة من الانتخابات والظرف الإقليمي الحساس.
وجود شخصيات وطنية متميزة وقادرة على الاختراق والفوز في المقاعد البرلمانية رصيد خاص يسجل لصالح الإخوان المسلمين الذين سيمتنعون بالتالي عن ترشيح شخصيات مثيرة للجدل او تنتمي للإطار الصقوري المتشدد في قوائمهم العلنية.
يخطط الإسلاميون بالمقابل للاستثمار ايضاً في مربع مرشحي الثقل العشائري في بعض الدوائر الانتخابية ومن المتوقع ان يشاركوا مباشرة في انتخابات مدن الزرقاء وعمان والكرك وإربد وجرش والرصيفة والمفرق والأغوار الشمالية.
يتقدم الإسلاميون في الأردن بخطوات تنظيمية ملموسة متطورة نحو الانتخابات فيما يخفق نحو 50 حزباً على الأقل مرخصة في البلاد في اي رهان من اي نوع له علاقة بالمسار الانتخابي.
ويبدو أن خطوات الإسلاميين المنظمة تقلق جميع الأطراف مع عدم وجود قوة منظمة تقابلهم في الساحة قادرة على تشكيل وتأليف قوائم انتخابية.
والأهم ان القوائم التي يشكلها أفراد ايضاً من المرشحين متعثرة او قابلة للتبديل والتغيير ضمن عناصر غير سياسية تؤثر في تركيبة القوائم وتمويلها وشكلها ورموزها ويعيد مراقبون السبب في تفكك العديد من القوائم إلى عدة عناصر ابرزها وقد يكون أهمها الاختراقات التي يحدثها في الدوائر الانتخابية حتى الآن جسم ومؤسسات الإخوان المسلمين.
حصول انسحابات من القوائم الانتخابية قبل تشكيلها رسمياً من المظاهر والأنباء اليومية في الساحة هذه الأيام وحتى مواقع وأوساط القرار الرسمي تشعر بالقلق جراء النمو الملموس في ظاهرة تفكك القوائم قبل تشكيلها.

القدس العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى