الانتقائية، و “على السكين يا بطيخ” أنموذجًا/ د. حسين البناء

■ من الطبيعي أن تشتري شقة سكنية بعشرات آلاف الدنانير لتكتشف لاحقًا أنها بدون حديد ولا إسمنت كما تنص المواصفات وكودات البناء، وقد تتعطل جميع تمديدات الماء والكهرباء من أول شهر…لكن بدون تطبيق مبدأ “على السكين يا بطيخ”.
■ من الطبيعي أن تركب طائرة لساعات في الجو بدون أن تعرف شيء عن كفاءة الطيار، ولا معايير الصيانة التي خضعت لها أو رخصة الطيران التي حصلت عليها، وقد تسقط بأية لحظة …لكن بدون تطبيق مبدأ “على السكين يا بطيخ”.
■ قد تشتري سيارة بآلاف الدنانير ويُستخرج (كار فاكس) مزيف، وقد يكون فحص الميكانيكي (كرت أبيض) مقابل رشوة، وتسوقها على الطريق الصحراوي بعائلتك، لتكتشف لاحقًا أنها (كوم حديد) وتتدهور بأية لحظة …لكن بدون تطبيق مبدأ “على السكين يا بطيخ”.
■ لكنك عند شراء بطيخة (بدينار واحد فقط) مِن بائع لوّحت الشمس جبينه بألواح قوس قزح فإنك دائمًا تكون حريصًا على أن يتم فحصها بعمق وبشرط أن تكون “حمراء اللون وعلى السكين يا بطيخ” ومن الطبيعي أن يتم فتحها بسكين صدئة متسخة مليئة بالجراثيم ومتعددة الاستخدامات.

أهم شيء ضمان الجودة و أن تكون البطيخة على السكين، أما باقي الأشياء في الحياة فهي “على البركة” وحسن الظن والثقة … إنها ذات الانتقائية التي تجعلك تجادل “تقارط” بأسعار السلع في الدكان الصغير والبسطة المتواضعة لصغار الباعة الفقراء، ولكنك لم تجادل يومًا بفاتورة أسعار المشتريات من المولات الضخمة وكبرى المحلات التجارية.
إنها “الانتقائية” يا قوم!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى