الافتراء التكنولوجي وتقزيم المناصب

الافتراء التكنولوجي وتقزيم المناصب ومحاولة انشاء جيل منسلخ عن الواقع
جميل يوسف الشبول

ان يوقع وزير وبحضور رئيس الوزراء على اتفاقية مع شركة ليست بحجم الفوسفات والبوتاس والمصفاة والملكية ولم ترفد الخزينة بفلس واحد فهذا تقزيم للاوطان والمناصب وكسر لارادة الناس وصولا الى فقدان الكرامة لشعب لم يتعود على غيرها.

المصيبة ان هذه الشركة وغيرها من الشركات المرة والتي يجبر المواطن على تجرعها كطفل اجبر على تناول دواء مر بتكتيف يديه اصبحت واقع مع السكوت واصبحت اكبر من حجم الوطن فهي تفرض نفسها على المدرسة وعلى الجامعة وعلى المجتمع برمته.

يقول وزير السي دي الذي ارتجف وخرب نتائج التوجيهي عن احدى هذه الشركات ان قيمتها 40 مليون دينار وهي عبارة عن موقع الكتروني لا يكلف بناؤه اكثر من 500 دينار ولا محتوى مفيد ذو قيمة.

مقالات ذات صلة

اعلان يتحدث عن تعليم اطفالنا لغات البرمجة يضرب على وتر ضعفنا وعلى فرديتنا وتفردنا بالفهم دون غيرنا وبالتالي الذرية المتفوقة والعبقرية المنغرسة في الجينات ولا انجازات سابقة او لاحقة.

سوف تدخل هذه الشركات الى مناهجنا واعتقد انها دخلت ولا ندري فقد نبيع التجربة لليابانيين فهم لا يدرسون اطفالهم البرمجة وانما يعلمونهم النظافة والنظام والمنطق وحسن الخطاب ومحبة الاوطان وتاريخ المبدعين الاوائل ولا حديث عن الاحياء حتى تكتمل تجربتهم ومشاريعهم في الحياة.

هذه اللوثات وغيرها اغرت الشباب الاردني وخصوصا غير المتعلمين منهم للدخول الى عالم البرمجة واصبحنا نرى اسئلة “اي لغة برمجة ادرس” ولا يعلم هذا المسكين ان الطالب يذهب الى الجامعة ويدرس 132 ساعة بتخصص البرمجة بواقع اربع سنوات دراسية يدرس فيها مهارات ومفاهيم كثيرة تسبق عملية البرمجة ويتخرج ربع مبرمج ولا يصبح مبرمجا محترفا الا بعد سنوات من الخبرة العملية.

عندما نتحدث عن اي لغة برمجة فاننا نتحدث اولا عن لغة واللغة لها حروف ولها قواعد نستطيع ان نتواصل بواسطتها مع افراد او اجهزة في حال لغات البرمجة وعليه فاننا نحتاج لفترة زمنية حتى نتعلم اللغة كلغة برمجة ولا نستطيع ان نعد برنامجا حقيقيا دون ان نتعلم تحليل الانظمة وهي الاهم والتي تحكم على نجاح وفشل وقوة وضعف البرامج ومهارات اخرى كثيرة لا يتسع المقال لذكرها.

لا قيمة لشركات ومنصات وتطبيقات محصلتها الانتاجية صفر في العلم وصفر في الايراد، فلا ايراد بالعملات الصعبة ولا ايراد للضريبة وما تجنيه من المواطن الاردني رغما عنه فيه تخريب للاقتصاد تجاوزته لتخريب في العقول والقضاء على ما تبقى من امل فلا يعتبر ايراد وهو صيد صقر ام قيس الذي اغار وعاد بدجاجة من دجاجات الدار .

يقول عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكنج “اعظم عدو للمعرفة ليس الجهل وانما وهم المعرفة ” .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى