الاردن في حضن الجيش

الاردن في حضن الجيش
جروان المعاني

(اربد بحضن العسكر فلا خوف على قلبها)، على هذه الكلمات للصديق كامل عباسي صحوت هذا اليوم، ناسيا انه الجمعة موعد مقالتي، وانا اقول ان الاردن بحضن الجيش فلا خوف عليه ان شاء الله، وكنت خلال اليومين الماضيين افكر في حال الناس الذين انفقوا رواتبهم هلعا فخزنوا اشياءً كثيرة غير ضرورية، فقد شاهدت عددا كبيرا يخزن الشيبس والشوكلاته والكولا وربما اكون منهم متناسين ان رمضان الكريم على الابواب.
لعلي منذ سنوات لأول مرة اشعر بتصالحي مع الحكومات، فلأول مرة ادرك اننا في وطنٍ اقل ما يقال فيه انه وطنٌ يعرف متى يغمرك بالحب والسلام، فقد كنا دائمي الشكوى والتذمر لا شغل لنا الا لعن الفساد والفاسدين، لم ننتبه جيدا الى كل محاولات تجفيف منابع الفساد، لم ندرك جمال البلد برغم كل الازعاج من الباص السريع وطريقه تعامل الحكومات مع خيط معاوية .!
العالم صورته باتت تختلف في عيوني حيث ان دول رأس المال جعلت استمرارية عمل المصانع والمطارات والربح اولوية بينما من اللحظة الاولى اظهرت القيادة في الاردن اهتمامها الحقيقي بسلامة الوطن والمواطن، ولأول مرة ادرك اني واهلي وكل احبابي لنا اب كبير اسمه الملك، لا ادري ان كان هذا الشعور جاء خوفا من المجهول ام هو قناعة تولدت مما رأيت في هذه الازمة، لكني على ثقة تامة انه سيجد مخرجا للناس في شهر الصيام، حيث اننا قوم لرمضان عندنا طقوس مكلفة وكم اتمنى ان تختلف سلوكياتنا الاستهلاكية فيه حتى نكون عونا لأنفسنا وللحكومة ..!
العالم يظهر كم هو ضعيف امام هذا الفايروس اللعين، والاردن يعلم العالم معنى القوة عند الشدائد، وبرغم ما رأيناه من سلبيات عند بعض التجار وهم قلة لكن راينا كيف ضربت الحكومة بيد من حديد على المستغلين الجشعين، ورأينا كم هو كبير باجهزته الامنية وبجيشه الحنون على أهله، سيختلف معنى الدول الكبرى بعد اليوم، نعم لا نمتلك اسلحة لكننا نمتلك شعباً يحب بلده وجيشه وهذا ما سيصنع الفرق..!
اخيرا فاني ارجو الله ان يأتي رمضان وقد زالت هذه الجائحة التي حصدت الارواح واقلقت الصغير قبل الكبير وازداد وعي الناس بأهمية الالتزام بمطالب الحكومة حفظاً لأرواحهم وارواح احبتهم، وان يدرك الناس ان ما لديهم من مخزون يجب الحفاظ عليه من اجل ان يتعبدوا في رمضان وهم مطمئنون، ولنشكر الله كثيرا على ما نحن فيه وندعوه ان يخفف عن العالم كله الالام..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى