الاردنيون وحرب الزوامير

الاردنيون وحرب الزوامير
نصر شفيق بطاينه

من #العادات والثقافات التي يتمتع بها #الاردنيون ونمتاز فيها ونفاخر بها الدنيا هي استخدام #الزامور عمال على بطال في جميع الاماكن والاوقات .
الزامور كما هو معروف في #العالم وليس #الاردن من بينها وضع في السيارة كوسيلة تنبيه لاستعماله عند الحاجة لوجود شيئا ما قد تصطدم السيارة به , ولكن عندنا في الاردن له عدة استخدامات , تنبيه , ازعاج , تحية , هوشه , شتائم , افراح , تذكير بأمر متفق عليه مسبقا , تستخدمه الغالبية ولا نعمم .
لنبدأ من الصفر عند شراء المواطن السيارة سواء من المعرض او من شخص جزء من الفحوصات فحص الزامور والتأكد من عمله وصوته مناسب لحجم السيارة فالسيارة الصغيرة غير الكبيرة وكل له موسيقاه واحيانا يضطر صاحب السيارة لتغيير النغمة حسب رغبته ومزاجه في الزامور .
في الصباح عندما يود المواطن الذهاب للعمل يشغل السيارة ويضغط على الزامور للتأكد من فاعليته , ثم قد يحتاج الى غرض ما فيطلق الزامور لمن في الداخل للرد عليه , عند المغادرة هناك زامور كتحية او تنبيه الى انه قد غادر, واذا ما صادف احد الجيران امام منزله فيطلق زامور كتحية صباحيه , الطامة الكبرى اذا كانت ام العيال مرافقة له في مشواره وتأخرت قليلا فالزامور سينفث ما شاء من الاحاسيس وصوت مثل صوت طرزان في الغابة عدا عن ازعاج الجيران وسوف تخرج الزوجة بعد هذا العزف المنفرد غالبا اما بدون غطاء رأس او لابسة فردة حذاء والاخرى بيدها او ناسية حقيبة اليد من سرعتها ولخمتها حتى تتفادى بركان غضب السائق زوجها . طبعا هظول الزوامير فكوك ريق غير محسوبات في العمل اليومي .
الحقيقة نحن الاردنيون كل منا يريد ان يكون في الشارع بسيارته لوحده حتى لو كان اوتوستراد بعدة مسارب حتى يأخذ راحته في سماع الاغاني وغيرها او السرحان في افكاره ويا ريت يكون شعار الحكومة مستقبلا شارع لكل سائق , فلذلك يدخل احدنا الشارع العام ويده على الزناد اقصد الزامور وبما ان الاردني روحه بمناخيره مثل قرن الفلفل الاحمر او الزنبرك الحساس فأية حركة مشبوهة للسائق الذي امامه او خلفه او من الجهتين فالزامور جاهز بنغمة متوسطة هذا في الاحتكاكات البسيطة ام في الاحتكاكات القوية مثلا لز عليه السائق الآخر او قطع الشارع قبله او لم يفتح له طريق وما شابه فهنا يبدأ تبادل قصف الزوامير مثل تبادل القصف الصاروخي براجمات الصواريخ بمشاعر مختلفة من الصعب تحديدها ولكن ابرزها ان الزامور يعني الشتائم فوق الزنار وتحت الزنار وعلى اللي اعطاه الرخصة وحسب قوة الاحتكاك , تهديد بالضرب , ومش عارف مين انا , بالإضافة الى نظرات الغضب والتجحيح واخراج اليد من الشباك بإشارات مختلفة تدل على انها مولعة مع صاحبنا , واترك للقارئ الخيال في معرفة رسالة الزامور في تلك اللحظة حيث ان الكثيرين مروا بها , المصيبة صباحا عندما يكون السائق يسمع الى الاذاعات وهي تبث اغاني مثل مرحى لمدرعاتنا وان نزلت عالميدان , طل الجندي من الخندق , ناصب رشاشه طبعا هو بكون ناصب الزامور ويده على الزناد . فيما مضى في السيارات القديمة ذوات الجير والغيارات كان السائق يتغلب في نقل يده من الغيار الى الزامور فأحيانا كان يخسر بعض الزوامير ولا يلحق ممارستها لانشغاله في الغيار , اما الآن فالحمد لله يا ما انت كريم يا رب اخترعوا سيارات الاوتوماتيك فالأمر اصبح أكثر سهولة فيده دائما على الزامور . في مواكب الافراح تنطلق الزوامير معلنة عن الفرحة والهيصة والكل يمارس هوايته واذا ما صادف ان الموكب مغلق للطريق العام وهو ما يحدث غالبا فأن السيارات غير المشاركة في الفعالية تريد المرور فتجد الطريق مغلقة فتحاول اطلاق الزوامير للتنبيه لفتح الطريق وعندما لا تجد استجابة تتحول زوامير التنبية الى زوامير قصف شتائم وغضب وتهديدات ويختلط الغضب بالفرح والحابل بالنابل ولا تعرف من من السيارات مع الموكب من سيارات عابري السبيل , واحيانا يحدث احتكاك ويتحول الفرح الى غضب واحزان . في جميع دول العالم ممنوع استخدام الزوامير عند المستشفيات والمدارس لعدم ازعاج سكانها , هنا هذا الأمر غير مطروح للنقاش بتاتا عندنا . على الاشارات الضوئية حدث ولا حرج فالسيارة رقم خمسة عشر بتزمر اكثر من السيارة رقم ثلاث .
في الجوار معاطة جاج حسب تعبير احد الكتاب المحترمين ويقع على شارع رئيسي يأتي كل صباح تنك ماء فعندما يصل خلف المحل يرسل رسالة الى صاحب المحل يعلن وصوله بواسطة زامور والزامور الذي معه الله لا يسمعكوا اياه مثل انفجار المدفعية السادسة في الجيش , يتأخر صاحب المحل فيبعث رسالة اخرى اقوى واطول من الاولى وهكذا كل تأخير لصاحب المحل هناك رسالة اقوى واطول مشوبة ببعض الغضب وغيره , الكارثة انه لما بكون صاحب التنك معه ابنه الصغير واثناء التفريغ يتولى الطفل السواقة الافتراضية …….. بتلعن الساعة اللي عمرت فيها الدار هنا , هذا السائق يمر عدة مرات من الشارع الرئيسي فكل ذهاب واياب هناك زامور تحية لصاحب المعاطة تقابل بوابل من الشتائم من طرفنا .
في المضافات وبعد الاستماع الى اطروحة عن مناقب العشائر واخلاقها وفروسيتها و….. وفي المساجد وبعد الاستماع الى الخطيب يخطب عن الصبر والاخلاق الحسنة والتسامح يخرج الطرفين ويا ويلك اذا في واحد مسكر على سيارة اخر وتأخر في الخروج لسبب ما فتذهب كل الخطب هباء منثورا ….. في الشوارع الفرعية او الرئيسية واذا ما صادف ان احدهم متوقف قليلا لإنجاز عمل ما او تحميل او تنزيل راكب فتجد خلفه الزوامير الى ابو بصلة , وهنا اود ان اقدم نصيحة للحبايب ولكن مشروطة وهي انه اثناء سياقتك سيارتك واذا ما صادفت سيارة امامك متوقفة لسبب ما في احدى الطرق الفرعية او على الاشارة الضوئية انصحك لا تزمر , لماذا ؟ اعتمادا على ان السيارة التي سوف تأتي خلفك سيقوم صاحبها بالتزمير ويقوم بالواجب وزيادة وخاصة اذا كانت سيارة عمومي وتبدو حينها حضاريا واكثر رقيا , ولكن لتكن على حذر اذا ما تأخرت السيارة الاولى بالحركة وزاد التزمير خلي عيونك مفتحة 6\6 فاذا رأيت سائق السيارة الاولى فتح بالباب وبيده كريك ومهدة فورا بلا تردد بتفتح باب سيارتك وبتحط ثوبك بأسنانك وعلى قد الله ما يعطيك من حيل وقوة بتركض وبظل تركض وتركض لا تطل وراك حتى تصل الى ابعد نقطة عن السيارة وتمترس خلف ساتر ثم بتوقف وتلتفت خلفك وانظر فاذا رأيت على الاقل سرية درك محيطة بالمكان ويعطوك اشارة امان وتأكدت ان هناك كفيل دفا وكفيل وفا هنا تحس بالأمان لأن سائق السيارة قد لا يميز بين من يزمر من السيارات خلفه فيمكن تروح فيها فمن باب الاحتياط عليك بالهريبة لأنه فورة الدم بهذه الحالة ثلاث ساعات وثلث , مذكرا بما حدث قبل فترة من الزمن ان احدهم كان متوقف لبعض الوقت وجاءت السيارات خلفه وكان هناك زامور غضب متواصل فاعتقد السائق ان السيارة التي خلفه مباشرة سائقها هو الذي يزمر فهجم عليه وطعنه عدة طعنات وبعد التحقيق اكتشف ان السيارة الثانية هي التي كان سائقها يزمر وذلك من شدة غضبه ورعونته فلذلك الحذر الحذر وخطيتك برقبة حالك .
يبدو ان ثقافة الزامور قديمة ومتأصلة وتذكرون انه في القديم اراد احدهم ان يذهب الى الشام في زيارة او تجارة فجاء الجيران يودعوه ويطلبوا منه احضار بعض الطلبات وكان من بينها ان طلب احدهم زامور للولد فقال له لقد زمر بنيك لأنه دفع ثمن الزامور سلفا والاخرين لا …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى