ماذا بعد الشمع الأحمر؟ / عمر عياصرة

ماذا بعد الشمع الأحمر؟
خبر إغلاق المقر الرئيسي للاخوان المسلمين «المركز العام» كان مؤسفا، فمن ناحية سياسية جاء ليؤكد استمرار القطيعة بين الدولة والجماعة، او قل إنها وصلت «لكسر العظم».
طرحت على نفسي اسئلة كثيرة، اهمها واكبرها: هل يغيب العقلاء اليوم في بلدي عن القدرة على احتواء ازمة بين الدولة والجماعة الاكبر في البلد؟ اين هم هؤلاء العقلاء في الدولة والجماعة؟
ثم تراكمت الاسئلة في عقلي احيانا، وفي وجداني أحايين اخرى عن نهاية المسلسل الصراعي، وبأي اتجاه سيذهب، ولا سيما مع اقتراب الموعد الدستوري المتمثل بالانتخابات البرلمانية.
لست مع اسلوب ادارة الصراع بين الطرفين، فالجماعة تأخرت ولم تبادر، وعاشت حالة تشبه الإنكار، مراهنة على عقلانية الدولة ورشدها الذي يتلاشى رويدا رويدا.
صحيح انه ليس من المناسب في هذا الظرف الوجودي لوم الجماعة، وتحميلها فوق ما تحتمل، لكنها مطالبة بمبادرة وانعطافة سريعة تؤسس لصياغة قواعد لعبة جديدة مع الرسمي.
اما الدولة فعقلها مقفل تجاه جماعة الاخوان، وهي ماضية بتكسيرها الى ابعد حد، وهنا يظهر السؤال عن جدوى ذلك وفوائده الوطنية وتداعياته على الدولة والمجتمع والسياسة.
كم ستسفيد الدولة من تفكيك جماعة الاخوان وترك اعضائها نهبا للشارع، كيف تتم قراءة هذا الخطر، وكم هو فاعل في قرار الدولة وفكرها؟
اسئلة تتخاطر إلى قلبي عنوانها الوطنية الاردنية، نعم عنوانها الوطنية الاردنية التي تحتاج في هذا التوقيت الصعب لرؤوس باردة تفكر وتتحاور وتصل بنا جميعا الى بر الامان.
ما يقلقني اكثر هو ما ستحمله قادمات الايام من قرارات تتعلق بهذا الصراع الجاري بين الدولة والاخوان، فإلى اين ستقف المعاندة والمكابرة وحالة الانكار.
«ماذا بعد الشمع الاحمر» هل هو تشميع تحريك للعلاقة؛ وبالتالي الدخول في تسوية تحدد ملامح اللعبة وقواعدها، ام انها – لا سمح الله – مرحلة تليها مراحل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى