عدالتكم….قبل أن يتسع الخرق على الرّاقع / بلال العقايلة

عدالتكم….قبل أن يتسع الخرق على الرّاقع
ما زالت حكوماتنا ترى بأن الحلول السحرية والمبدعة لأزماتها الاقتصادية تكمن في جيب المواطن، وإياك أن تصدق بأن الحكومات ستأتي بحلول خلاقة، مادام أنها تراهن على صمت الناس وقبولهم بالهوان….
واليوم كل ما يريده المواطن من الحكومه هو إقناعه بالإجراءات الاقتصادية التي تتخذها في وقت كان الأجدر بها أن تطبق نظام الضريبة التصاعدية على الدخول، هذا القانون الذي عارضته جميع مجالس النّواب السابقة، خصوصا وأن معظم أعضائها هم من رؤوس الأموال ومن خلفيات البزنس….
فهناك قطاعات مهمة في البلد ما زالت متهربة من الضريبة، ومنهم الأطباء الاخصايون، الذين يحققون ارباحا طائلة، ويستفيدون من غياب القانون الذي يلزمهم بدفع الضريبة، لا سيما وأن حجم الضرائب المتربة على هذا القطاع يصل الى مليارات الدنانير بحسب خبراء اقتصاديين.
كما أن تسريبات وثائق بنما، كشفت التواطؤ والتسهيلات التي يحظى بها بعض رموز الدولة، الذي يجيدون لعبة التهرب الضريبي…في أجواء من “الطبطبة” والصمت المشبوه على هذا الفعل الشنيع بحق الوطن وأبنائه، والذي يحمل في جوهره قصص الخيانة والتنكّر للوطن.
وليس بعيدا عن تلك الممارسات الموجعة، والتي يتحملها فقراء الوطن بوسا على بؤس، هي سياسة البذخ والإسراف التي مازالت تمارس في الدولة وعلى أعلى المستويات….إن كانت على شكل احتفالات أو سهرات او سفرات، او اعطيات تنمح للبعض بغير وجه حق…
كل هذه الأمور والتي تعززها سياسة (خنق) الناس، بزيادة الضرائب على الفقراء ورفع جديد للاسعار ستفيد منها الدولة مرحليا، لكن لا أحد يراهن أو يضمن نتائجها المستقبلية على الأمن الاجتماعي وأمن الوطن بشكل عام…
فحين يتهربون من الضريبة والجمارك والمسقفات وأثمان المياه، حينها (سيرقّع) خلفهم المواطن المسحوق، لكن سيأتي يوما يتسع فيه خرق الوطن ويستعصي على الراقع….إن بقيت الأمور على ما عليه لا سمح الله.
وأخيرا….نناشدكم…
بأن تتقوا الله في شعبكم، وتتذكروا قوله تعالى:” وقفوهم إنهم مسئولون” صدق الله العظيم

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى