حراك برجوازي وزعامات انتهازية! د. وليد خالد أبودلبوح

حراك برجوازي وزعامات انتهازية!

د. وليد خالد أبودلبوح

لا أعرف كيف يكون لسارق أن يحارب الفساد … أو لمتطرف أن يحارب الارهاب … أو لكاذب ما أن يفتي في الايمان؟!!

ولكن للأسف هذا ما كان عليه المسرح الوطني عندنا بالفعل قبل أيام معدودة بعنوان مسرحية هزلية اخرى تستعرض البطولات الانتهازية على انقاض ما يحدث في الوطن من شدائد ومحن, تستثمر التوقيت المناسب لمنافع فردية وزعامات وهمية فقط لا غير والوطن ينزف قهرا ثم دعي أن تجمعها هذا يأتي حبا للوطن ولعيون الوطن!! وكأن يرعاكم الله هذه الوقفة جاءت بناء على طلب وهتافات حناجر الالاف والملايين من عامة الناس يستجدوكم “كزعامات وطنية مرضي عنها”,. أو كأن الوطن ذهب اليهم فردا فردا يتوسل اليهم لانقاذه والوقوف الى جانبه!! فلا أجد من أي باب وطني أو شعبي طرقوه, سوى أبواب الانتهازية والأنانية والاسنعراضية أو المنفعة الشخصية ليس أكثر.
ولا أعلم ان كانوا يعلمون, ان أحد الاسباب الرئيسية للاوضاع المتردية اليوم يعود الى صنع أياديهم ومما أقرفته سياساتهم في الوطن والمواطن!! فالعجب العجاب أن نرى من حاول تدمير الوطن يبكي عليه , لا وبل يريد انقاذه!! فأي مسرحية هزلية مؤلمه تمر فيها يا وطني!!

ولا نعرف ان كانوا يعرفون, أن جلهم مستائين لعدم البعض قبوله في مجلس الاعيان واخر لم يحظى بفرصة اخرى في الوزارة واخر لم يستطع توريث ابنه ما حظي به ومن هنا يبدو جاء “حب الوطن” يدب في دمائهم فجأة ومن غير سابق انذار!!

ولا أعرف كيف لهذة الزمرة أن تتجرأ في المنافسة في “حب الوطن” – باستثناء قلة منهم لا نعرف كيف ارتضوا لانفسهم الخوض مع الخائضين – وهم من ابتزوا الوطن ومقدراته في كل موقع استلموه, وجميعهم يعلم حصة الاخر وفي أي قطاع استباحه من صفقات تلو السرقات من جيب المواطن ومقدرات الوطن. فما تقاعد معظمهم الا ومعه اضعافا مضاعفة من مخصصات رواتبهم ولاجيال وعقود قادمة والوطن اليوم يدفع بالغالي والنفيس ليسدد خطايا ما اقترفوه بالأمس!!

ربما أفضل شيء يمكن أن يقدموه للوطن هو اعادة ما سلبوه ونهبوه وهم في موقع مسؤولياتهم يوما ما, أو على الأقل الاعتذار للناس والوطن عما بدر منهم ويخلف عليهم!

الخاتمة: رسالة الى جلالة الملك..
سيدي صاحب الجلالة, ان المنبر الحقيقي اليوم هو منير الشباب الصادق النقي المحب, فلا يزال الشباب يتحدث لليوم ويثمن كيف احتضنتهم وما دار بينكم وبينهم من دفء وصراحة في اروقة كلية الامير الحسين للدراسات الدولية في الجامعة الاردنية ومن ود وتواضع وفخر واعتزاز, أن شبابنا العامل الصاعد يا سيدي وشبابنا المثقف القادم, واعي وناضج, ويعلم كل صغيرة وكبيرة, فلا يريد الوصاية من أحد ولا يريد أن يزاود عليه أحداً في قيم الولاء والانتماء, وهو أهل المرحلة ان استثمر فيه, شباب ينتظر أن يقدم للوطن ولا ينتظر أن يسدد له الوطن أي شيء, يعي جيدا أن هناك طبقات تجذرت عبر الأزمان تعيقه ولا تريد منه والمثقفين أن يقدموا لكم وللوطن الا من خلالهم أو عن طريقهم, فرسموا حاجزا وهميا مخيفا هو ليس موجود بالأصل, حتى يبقوا في مناصبهم ويبقوا على مكتسباتهم. أنهم يا سيدي غير مرحب بهم من جل طبقات المجتمع, وأنهم خذلوا الوطن والمواطن في أكثر من مناسبة. صحيح ان الحكومة ياسيدي اليوم تمشي في بطئء ولكنها في الاتجاه الصحيح, قوامها مزيدا من الارادة والصير, ونحن وجميع فئات الشعب نشد على يديك وندعوا لكم وللوطن بأن يحفظكم الله من كل مكروة وبيعد عنكم كل من يحاول ان يمس هذه اللحمة بيننا, وفقكم الله وأطال في عمركم.
Dr_waleedd@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى