الإيتيكيت في المناهج الدراسية

الإيتيكيت في المناهج الدراسية

بقلم الدكتور ذوقان عبيدات

       إن من أبرز التغيرات في المناهج الدراسية هي انتقالها من التركيز على المعلومات والحقائق ذات الصلة بالمواد الدراسية إلى المهارات الحياتية المرتبطة بالذوق الاجتماعي في الحياة الشخصية والمهنية، ومن أبرز هذه المهارات ما يسمى بمهارات الإتيكيت. فما هذه المهارات؟ ولماذا يجب أن تكون في المناهج الدراسية؟

إن السلوكات الجيدة تُحصِّن الإنسان من المواقف المحرجة! فماذا يعني أن تزور شخصًا دون موعد؟ وماذا لو لم يستقبلك وأي إحراج لك وله! فقد يكون مريضًا، مشغولًا، مرتبطًا بعمل، أو في فترة راحته! ماذا لو اعتذر عن استقبالك؟

ماذا لو خرجت من المنزل إلى سيارتك أو حديقتك وأنت بملابس النوم؟ ماذا لو استقبلت زملاءك بملابس النوم؟ إن البيجاما تستخدم في غرفة النوم فقط حتى لو كنت في منزلك!! ومن الإتيكيت أيضًا أن لا تستخدم شيئًا في غير مجاله! قد يكون ذلك اضطرارًا، وقد يسمى إبداعا، ولكن لا يجوز أن نلف الملابس بأكياس الخضار!!

وقد حدد المهتمون بالبروتوكول عددًا كبيرًا من السلوكات المقبولة، اخترت منها ما يأتي:

  • حين يدعوك شخص لمطعم، اتركه يدفع الحساب ولا تجادل في حقه بذلك، حتى لو من دعتك سيدة، ولكن في هذه الحالة إذا أردت دفع الحساب عن سيدة يمكنك أن تستأذنها وتدفع الفاتورة بعد موافقتها.
  • إذا كانت معك سيدة في السيارة، فإن واجبك النزول وفتح الباب لها، ومساعدتها على النزول.
  • إذا اتفق جماعة على الذهاب إلى مطعم فإن الإيتيكيت يقضي بأن يقوم كل شخص بدفع حسابه الخاص.
  • إذا زرت أحدًا وبيدك حقيبة أو كتاب، لا تضع ما تحمل في حضنك، بل ضعه على أقرب مكان منك أو على الأرض.
  • استأذن في الحديث مع أي شخص، حتى مع اطفالك! لا تدخل غرفة طفلك دون أن تقرع الباب وتستأذن.
  • في السيارة تجلس المرأة خلف السائق وتجلس أنت في الجهة إلى يمينها، أو على يسارها في حال السائق على اليمين.
  • وفي جلستك مع الآخرين، لا تستأثر بالحديث ولا تشغل من يجلس بجانبك في أحاديث خاصة. والأحاديث الثنائية تقضي على متعة أي سهرة.
  • وفي المصعد، حافظ على أبعد مسافة من الآخر، ولا تنظر إليه، ويمكنك تحيته بلطف دون أي حديث غير ضروري.

وإذا نزلت من المصعد فالأولوية لمن يقف بجانب الباب ثم السيدات.

أما إذا أردت الدخول إلى المصعد فإن عليك الانتظار حتى ينزل جميع من فيه، ويكون دخولك حسب فترة انتظارك، لا تزاحم من وقفو في انتظار المصعد قبلك.

  • وفي صعود الدرج، التزم بالجهة اليمنى كي لا تعيق من يصعدون بسرعة. وإذا كان معك زميل في أثناء صعودك للدرج فلا يجوز أن تحجزا كامل الدرجة. فالأفضل أن تسير خلف صاحبك في الجهة اليمنى، لكي تبقى الفرصة متاحة لمن يصعدون بسرعة تفوق سرعتك.
  • وفي صعود الدرج، تصعد قبل المرأة وفي النزول تنزل المرأة قبلك.
  • وفي الحوار، عليك أن تكون مستمعًا لا مقاطعًا، تبدأ كلامك حين ينتهي محاورك وعليك الحرص على أن توضح وجهة نظرك لا دحض وجهة نظر محاورك.
  • ومن الأسئلة الممنوعة، كل سؤال شخصي عن العمر، وثمن الملابس أو الأدوات الجديدة مع أصدقائك.
  • ولا تتحدث عن مشاكلك بشكل عام، وخاصة المشاكل الأسرية والزوجية، ولا تتحدث عن أحد من عائلتك بسلبية أمام الآخرين.
  • ومهما كان الموقف والحديث، يجب أن يكون الاحترام هو السائد، ولا يشفع لك إذا كنت تتحدث مع صديق عزيز أو الشريك أو الإبن، فالاحترام أساس، ولا يجوز رفع الكلفة مع أحد!!
  • ومن الأسرار، الثروة، والعمر، والدين، والهدايا، والمشاجرات، والصحة، والأسرة، والعلاقات الغرامية.

من الإيتيكيت أن لا تتحدث عنها مع الآخرين.

ما الذي يعنيه السلوك وفق الإتيكيت؟

إن الإنسان يعيش مع الآخرين، وعليه أن يعرف كيف يتعامل معهم باحترام، فكل المشكلات الناتجة عن التواصل يمكن التخفيف منها أو حلها إذا تصرفنا بموجب قواعد الإتيكيت.

وبالمناسبة هذه قواعد عامة بين كل الشعوب، قد تتفاوت في التغيير الشكلي عنها، ولكن جميع الشعوب تقر أدب الاحترام وقواعد السلوك.

فعلى مستوى المجتمع، نقل المشكلات والظواهر السلبية مثل عادات الثأر والانتقام وربما الطلاق، ومشكلات الجيران. وعلى المستوى الفردي، يعيش الفرد في صحة نفسية سليمة بعيدة عن التوترات والهموم.

والسؤال كيف نضيف وندمج هذه السلوكات في مناهجنا وكتبنا؟

هل نفرد لها كتابًا أو موضوعات في كتاب؟ أم نوزعها لتكون في كل المواد كمفاهيم أخلاقية وسلوكية؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى