الألفة والشغف ثم الالتزام / جروان المعاني

الألفة والشغف ثم الالتزام
لا نحتاج لعالم نفس او لعناء كبيرا لنميز بن الأنَا والأنا الأُخرى الساكنة دواخلنا والتي كثيرا ما تتمحور حول الذات فتهول مكانتها فتتحول الى الاغراق في الأنانية وهي صفة تجعل الانسان منكفئا على عالمه الخاص، وهو امر حاولت الدول المحترمة حله من خلال النقد الذاتي وتعديل سلوك الانسان سواء في المعتقدات او الأفكار والسلوك أو النتائج .
مرد حديثي السابق ما تناولته الصحف العبرية حول خطاب السيسي الاخير الداعي لاستئناف المحادثات الاسرائيله الفلسطينية حيث علق اليكس فيشمان قائلا ( لولا النفوس العاملة، لكان يمكن التعاطي مع خطاب الرئيس المصري السيسي عن استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، مثل خطاب السادات التاريخي، الذي دعا فيه نفسه لزيارة اسرائيل. ولكن بالطبع ليس هذا هو السادات ولا بيغن، بل مهزلة شرق أوسطية اخرى، نكتة غير ناجحة اخرى على حساب مصيرنا).
شيء من كل شيء ، شيء من نظرية الحب مثلثة الاضلاع الألفة والشغف ثم الالتزام وهذا الضلع الاخير هو ما اريد فهمه في نظرية العرب التي يمثلها هنا السيسي ، والمتمثلة في حب العرب للسلام مع اسرائيل، وهو امر جميل لو لم يكن منطلقا من الانانية والتمحور حول الذات، حيث يكرر الرئيس السيسي مناداته والتزامه بالحب والسلام اتجاه اسرائيل في الوقت الذي يُجمع الاسرائيلين ان رئيس الحكومة القادم في اسرائيل اما النتن اهو او كاره نتنياهو والعرب ليبرمان ونتنياهو ( من اجل البقاء في رئاسة الحكومة، على استعداد لأن يلقي بكل شيء إلى الجحيم) فاي حب هذا من طرفنا للسلام واسرائيل تتنافس من ستنتخب من كارهينا حيث لا وجود لمعتدل فتتحدث عن السلام بقسوة ونحن نتحدث بامل في الوقت الذي فقد اوباما اي سطوة له ويكاد ترامب ان يحل محله لتكتمل معادلة الحب الاسرائيلية الامريكية ضد الفلسطينين والقضايا العربية .
في الحديث عن الحب نشر احد الاردنيين على صفحته سؤال ابنته، لماذا لا يعلق الالمان صور ميركل في البيوت والدوائر الرسمية فكان جواب الاب مستهزءا ان الالمان ليس لديهم انتماء لبلدهم ورئيسها كما عند العرب ..؟!

هو الضلع الثاتي للحب (الشغف) الذي تحمله الشعوب للقادة، ما اوصل الشام والعراق واليمن للدمار، وهو الشغف ما جعل السيسي ينادي بالعودة للمفاوضات في الوقت الذي يحرص فيه على استمرار الفتنة الليبية، والشغف بمفهوم الحب هي الرومانسية والانجذاب الجنسي وهذا العامل هو الذي يمتن العلاقة الالفة والالتزام فاذا ما تجمعت في الانسان الاناني جعلت منه انسان اعمى لا يرى امامه وكل من يخالفه يصبح خارجا على القانون يجب عقابه، لا بل ربما ندمر دولة كاملة من اجل شغفنا بالسلطة وممارسة الحاكم علينا وبالتالي يكون كل ما تنجبة الدولة سِفاح فنسارع لوأده خوفا من الفضيحة .

هكذا بكل بساطة يمكن ان نستقبل رمضان بمزيد من الامل الزائف بالصلح مع الاعداء، او ربما الامل بتخفيف حدة الاسعاروالغلاء وبالتالي نؤجل رفع اسعار الخبز والنفط الى ما بعد خطاب السيسي التالي او انتصار الاسد ومعارضيه على الحياة بمزيد من التدمير لسوريا او باعلان ايران رضاها عن مقتدى الصدر الذي يجري حوارا في قم.
هكذا ببساطة يكون الحب هو سلاح الدمار الشامل ، حيث نعلق صور الزعماء مقابل ممارستهم لشغفهم بنا بشغف..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى