عن الأصابع / المحامي خلدون الرواشدة

عن الأصابع

منذ الصغر ونحن معتادون على حركات الأصابع التي تمثل اشارة معينة وهذه الحركات تغني عن التوضيح وتقتصد في الكلام.
مثلا …
هناك حركة متمثلة برفع اصبع الشاهد / السبابة وتحريكه يمنة ويسرة وهذه الحركة تعني … قوم … أو تحرك قدامي.
الجميل في الأمر بأن نفس الأصبع وبحركة أخرى قد يؤدي غرضا آخر ومعنى مختلف.
فاذا تم وضع اصبع الشاهد على الفم فهذه الحركة تعني .. اسكت ولا كلمة.
ولو تم مده بشكل افقي فسيكون المعنى … أنت كاسم اشارة.
ولو تم رفعه عاموديا وتحريكه سيكون المقصود هو الرفض … لأ.
الجميل أيضا بأن بعض حركات الأصابع تصلح لكل زمان ومكان ولكل مناسبة .
مثلا …
عندما نتحدث عن فلسطين نكتفي باختزال الوجع والألم برفع علامة النصر من خلال اصبعين هما السبابة والوسطى .
هذه الحركة هي سلاحنا الذي ندافع فيه عن فلسطين … نفس هذا السلاح ونفس هذه الحركة استخدمناها يوم سقوط بغداد وبعثرة العراق واستخدمناها ايضا لجدائل سوريا المجعدة واستخدمناها أيضا في مباريات كرة القدم وفي بعض لقطات التصوير المايصة.
على النقيض من ذلك هناك مثلا حركة لا تصلح إلا لمرة وحالة واحدة فقط تتمثل برفع كل الأصابع باستثناء الابهام استخدمت في مصر وفي ميدان رابعة العدوية.
للعلم الأصابع علم مستقل بحد ذاته ويتغلغل في كافة الأمور والنواحي ابتداءا بحالات الإعجاب من خلال رفع اصبع الابهام وضم باقي الأصابع … اشارة لايك … مرورا بلحظات الوداع والتوديع … المعروفة باشارة باي … وانتهاءا بالنواحي السياسية.
نعم السياسية ….
منذ سنوات بل عقود ونحن ننادي بالاصلاح والقضاء على الفساد والمحسوبيات وندعو لتكافئ الفرص والنزاهة والشفافية والحقوق والعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات والقضاء على البطالة وتوفير العيش الكريم …. ألخ.
ولا صدى يأتينا من جانب الحكومات سوى أنها ترفع في وجه أحلامنا وآمالنا وتطلعاتنا ومستقبلنا ، اصبعا واحدا كفزاعة حقول لعصافيرنا المسالمة…
هو اصبع الوسطى.

المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى