رئيس الوزراء ومجلس النواب وباباي وزيتونة

عندما قرر باباي ان يطلب العلم لم تعارض زيتونه الامر ابدا فقد قالت له مش عيب بل عين العقل وقالت له برافو اطلب العلم من المهد إلى اللحد. لذلك ارتدى باباي مريول المدرسة واخذ كل ما يلزمه من علب السبانخ والكراسات وبالطبع لم ينس غليونه الجميل. وقف قليلا وفكر في نفسة وقال هل من المعقول ان ابدأ بالروضة؟؟؟ يا عيب العيب بعد هالعمر مش معقول ,ولا حتى بالصف الاول, كيف سينظر الاطفال الي بصلعتي اللامعة وعضلاتي المفتولة؟ اذن لا بد ان ابدأ بأعلى صف في المدرسة المجاورة إلا وهو الصف السادس. ينتقل بنا المشهد إلى الصف السادس واذا بنا بباباي يجلس في آخر الصف بين عدد من التلاميذ الصغار. لا اذكر ان كان يدخن غليونه ويتسلى بالتهام بعض السبانخ, إلا اني اذكر ان المعلمة سألت سؤالا فسارع باباي برفع اصبعه قبل كل الاطفال. وكونه الاكبر سنا فقد اكرمته المعلمة بالسماح له بالاجابة. ولسوء الحظ كان جوابه غلط ,فما كان من المدرسة إلا ان امرته بالانتقال فورا إلى الصف الخامس. باباي لم يجد في الامر أي حرج بل بدا مسرورا بهذه الترقية وقد امتلأ ثقة بقدراته. في الصف الخامس حصل ما حصل معه في الصف السادس ولذلك امرته المدرسة بالنزول إلى الصف الرابع. باباي تقبل الامر بروح هندسية. بل من دقق في قسمات وجهه ظن ان الرجل يملأه السرور والحبور.في الصف الرابع والثالث والثاني حصل له عين ما حصل له من قبل. والان باباي في الصف الاول بصلعته وعينه المغلقة وغليونه وعلب سبانخه, والمدرسة تسأل السؤال المناسب للصف الاول .وبكل الثقة التياكتسبها من تجاربه في الصفوف الاعلى يرفع باباي اصبعه الصغير( ليس لأن اصابعه صغيره بل اقصد الاصبع الصغير من اصابعه) ليجيب عن السؤال, وكما في المرات السابقة يكون جوابه غلط. المدرسة اللطيفة تطلب من باباي العودة للبيت . باباي يعود بكل ثقة يحمل كل امتعته من علب سبانخ فارغة لم يلقها في غرفة الصف وغليونه وعينه المغلقة تعلو وجهه ابتسامة عريضة , تستقبله زيتونة بكل فرح وشوق, يقف باباي ليعلن بكل فخر ” لقد اتممت المدرسة كلها بيوم” . لتنهال عليه زيتونة بالقبلات وتعده باجمل الاحتفالات.
هذا حال باباي . أما دولة رئيس الوزراء ومجلس نوابه ( لا يجوز تسمية هذا المجلس بمجلس نواب الشعب, فالشعب لا يعرفه) فقد قاموا بالمثل بالاطلاع على ارقى القوانين الانتخابية في العالم وتدرجوا نزولا مرورا بالاقل رقيا إلى ان هداهم تفكيرهم الفذ إلى اسوأ القوانينوالذي جرب سابقا في بلدهم الاردن و انتج أسوأ البرلمانات التي اضطر الملك لحلها عدة مرات لعجزها وسؤ تقديرها للامور وسخط الناس عيها. وهكذا يمن علينا رئيس الوزراء ومجلس النواب بانهم درسوا كل القوانين الانتخابية في العالم واختاروا ما يناسب الشعب الاردني منها. الرئيس والنواب مزهوون بما انتجوا ويتوقعون القبلات منالشعب الاردني . فقد انهوا الديمقراطية كلها من ارقاها إلى اسفلهافي دورة واحده,وخرجوا بصوت واحد يدبكون, ويزفون الخبر لزيتوناتهم.]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى