مؤشرات الأسهم الأمريكية تنهي عام 2020 بمستويات قياسية وسط توقعات باستمرار المكاسب

سواليف
لقد كان 2020 عامًا مضطربًا للغاية بالنسبة لسوق الأسهم الأمريكية، فمن بعد انهيار مدوي في مارس وصل إلى مستويات قياسية بنهاية العام، تقدمت سوق الأسهم الأمريكية في الأسبوع الأخير لشهر ديسمبر وارتفعت أسعار المؤشرات الثلاثة الرئيسية في وول ستريت إلى مستويات قياسية، والسبب الرئيسي لذلك هو أن المستثمرين يأملون في أن تؤدي الحوافز المالية ولقاحات فيروس كورونا إلى انتعاش اقتصادي قوي في عام 2021.
ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 16.3٪ في عام 2020، وحقق مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاع بنسبة 7.2٪، بينما ارتفع مؤشر ناسداك لأسهم التكنولوجيا بنسبة 43.6٪ مسجلًا أكبر مكسب له منذ عام 2009.
جعلت حالة عدم اليقين والخوف المتعلق بالوباء المؤشرات الرئيسية الثلاثة في وول ستريت في حالة تقلب عالية هي الأكثر تقلبًا منذ أكثر من عقد، أفاد البنك الاحتياطي الفيدرالي أنه سيدعم الاقتصاد لأطول فترة ممكنة باستخدام مجموعة كاملة من الأدوات حيث أن الاقتصاد لا يزال بحاجة إلى مواجهة تحديات فيروس كورونا، قال رئيس البنك الاحتياطي “جيروم باول” أنه سيحافظون على السياسة النقدية شديدة التيسير،وأضاف أنه لن يقومبرفع المعدلات بشكل استباقي حتى نرى التضخم يصل فعليًا إلى 2٪.
من ناحية أخرى، كان الدولار الأمريكي هو العملة الأضعف لعام 2020، حيث انخفض إلى أدنى مستوياته في عدة سنوات مقابل معظم منافسيه الرئيسيين في سوق العملات الأجنبية، وذلك في ظل ضعف الطلب على العملة الأمريكية وتركيزالمستثمرين على شراء الأصول ذات المخاطر العالية بهدف تحقيق عوائد أعلى، وقد يستمر الدولار الأمريكي في انخفاضه خلال الأسابيع القادمة مما يزيد من احتمالية مواصلة الأسهم زخمها.
خسائر كبيرة مع المخاوف المتزايدة من جائحة فيروس كورونا
كان عام 2020 بعيدًا عن كونه عامًا عاديًا للأسهم الأمريكية والمؤشرات الرئيسية، حيثكانت أغلب توقعات العام صعودية للأسواق المالية العالمية، ودعمت العديد من البيانات والتقارير مثل بيانات التوظيف وثقة المستهلك وارتفاع الدخل حالة استمرار الزخم في الأسهم، وتم تداوله عند أعلى مستوياته التاريخية في أواخر فبراير قبل انتشار جائحة فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم وأصبح تأثيره الحقيقي من المنظور الصحي والاقتصادي معروفًا.
وتداول المؤشر بالقرب من 3400 في فبراير لكنه انهار إلى أدنى مستوى في عدة سنوات دون 2220،ولكن ارتد بسرعة واستعاد جميع الخسائر والعودة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق مع نهاية العام.
كان المستثمرون قلقين للغاية من العدد المتزايد لمعدلات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، واستمر المؤشر في تسجيل أكبر خسائره اليومية في التاريخ في شهر مارس:
– 16 مارس (ثالث أكبر انخفاضعلى الإطلاق) بنسبة 11.98% وأكبر خسارة نقطة في يوم واحد على الإطلاق: بانخفاض 324.89 نقطة.
– 12 مارس 2020 (سادس أكبر انخفاض على الإطلاق) بنسبة 9.51%.
– 9 مارس) 2020 (19 أكبر انخفاض على الإطلاق) بنسبة 7.6%.
وبحلول 23 مارس انخفض بنسبة 34% عن أعلى مستوى قياسي له في السابق،وقضى مؤشر داو جونز الصناعي تمامًا على كل نقطة اكتسبها منذ الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
ارتداد قوي وتسجيل مستويات قياسية
ولكن في 24 مارسكانت هناك بوادر أمل أولية حيث انتعش مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 9.4% في يوم واحد، يُعزى الانتعاش إلى تشجيع التحديثات من واشنطن حيث كان مشروع قانون المساعدات في الطريق لمساعدة الشركات والأفراد.
منذ ذلك الحين، كان الانتعاش سريعًا بشكل خاص ودون انقطاع إلى حد ما،وشهد المؤشر زوبعة قصيرة في يونيو استمرت حوالي أسبوع،وخسر المؤشر بعض زخم الشراء الذي بدأ في سبتمبر، لكنه عاد إلى أعلى مستوياته في أوائل نوفمبر، مرتفعًا بنسبة 70% تقريبًا عن أدنى مستوياته في عام 2020.
بالنظر إلى جميع أنحاء العالم، فإن العائد المكون من رقمين لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 هو بالتأكيد قيمة كبيرة،فلا يزال مؤشر فوتسي 100 في بريطانيا منخفضًا بنسبة 13% منذ بداية عام 2020 بينما ارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 3% فقط على مدار العام الماضي.
انخفض مؤشر فوتسي100 في البداية بنسبة 4٪ تقريبًا وسط مخاوف جديدة من فيروس كورونا وإجراءات إغلاق أكثر صرامة، كما ساعدت حالة عدم اليقين بشأن صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على إضعاف الشعور بالمخاطرة.
هل ستستمر مؤشرات الأسهم في مكاسبها خلال 2021؟
خلال الـ 12 شهرًا الماضية، شوهد أدنى مستوى لمؤشر ستاندرد آند بورز في 23 مارس عند 2237.40، حيث تعثر الاقتصاد العالمي من الإجراءات الصارمة التي تم وضعها للسيطرة على فيروس كورونا،ومع نهاية العام كان عند أعلى مستوى لهذا العام في 28 ديسمبر عند 3735.36.
كما هو الحال مع مؤشر داو جونز ومؤشرات أخرى في الدول المتقدمة، فإن السؤال الكبير الذي يطرح في عام 2021 هو إلى أي مدى ستستمر الزيادات التي شهدناها في 2020 لا سيما الانتعاش منذ الربيع نتيجة ضخ سيولة هائلة في ما يسمي بالتيسير الكميوليس نتيجة العوامل الأساسية.
يتضمن ذلك قيام البنوك المركزية بطباعة المزيد من الأموال واستخدامها لشراء الأوراق المالية، عادة السندات الحكومية ولكن أيضًا أوراق الشركات في السوق المفتوحة، هذا له تأثيرانأحدهما هو تضخيم قيمة هذه الأصول، والآخر هو تقليل العوائد التي تقدمها، بالنظر إلى أن المشتري المضمون “البنك المركزي” لا يحتاج إلى الحصول على عوائد جذابة مثل تلك التي يطلبها القطاع الخاص.
في المقابل، تحفز هذه العوائد المنخفضة المستثمرين على الأوراق المالية عالية المخاطر مثل الأسهم بحثًا عن عوائد أفضل.
مع تغيير الإدارة في واشنطن المقرر إجراؤه في يناير، ستتجه كل الأنظار نحو نهج الرئيس الجديد “جو بايدن”، يُفترض عمومًا أنه سيستمر في اتباع سياسات التحفيز، ولكن في الحقيقة من الصعب أن نرى كيف يمكن أن تكون أكثر توسعية من سياسات الرئيس المنتهية ولايته “دونالد ترامب”، الجدير بالذكر أن الرؤساء الديمقراطيين السابقين مثل جيمي كارتر وبيل كلينتون أثبتوا أنهم محافظون نسبيًا في أمور مثل التضخم وعجز الميزانية.
توقعات معتدلة لعام 2021
لا يتوقع معظم مديري الصناديق تراجعًا حادًا في عام 2021، لكن نسبة المخاطرة / المكافأة الحالية ليست جيدة للمستثمرين على المدى الطويل، حتى أن بعض المحللين يقولون إنه من المتوقع أن يروا دفعة للأعلى بعدما كشفالبنك الاحتياطي الفيدرالي أنه سيدعم الاقتصاد لأطول فترة ممكنة.
تقدم مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 16.3٪ في عام 2020 وأغلق عند 3756 نقطة، طالما أن السعر أعلى من 3000 نقطة، سيظل المؤشر في سوق صاعد على المدي القصير ولا يوجد مؤشر على انعكاس الاتجاه.
وطالما أن مؤشر داو جونز الصناعي أعلى من 28000 نقطة، سيظل في سوق صاعدة وإذا قفز السعر فوق 31000 نقطة، فسيكون ذلك بمثابة إشارة شراء للمؤشر، على الجانب الآخر، إذا انخفض السعر إلى أقل من 30000 نقطة فستكون هذه إشارة “بيع” قوية ولدينا الطريق المفتوح إلى 29000 نقطة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى