سهير جرادات تكتب .. شقة مفروشة

#شقة_مفروشة
سهير جرادات
لم يفكر يوما بأن يعرض شقته التي يمتلكها للإيجار، هذه #الشقة التي ورثها عن الأباء والاجداد ، تروي له تاريخهم وحياتهم وذكرياتهم فيها .. هو (ملَّاك ) ومكتف ولا يحتاج الى المال وغير مضطر لتأجير الشقة.. لكن بعد قدوم ( #الزائر_الجديد ) لمنطقته .. والذي من المفترض أنه قادم للعبور وليس للاستقرار ..وبعد ان اقنعوه بأن اقامة #المستأجر ( مؤقتة ) .. خضع للضغوطات ووافق على #تأجير (الشقة) ، بشرط أن تكون #مفروشة ..ظنا منه بأن المفروش سيساعده في سهولة إنهاء العقد ، وإخلاء الشقة وقتما يشاء واسترجاعها ..
ومرت الأيام ومضت السنون ولم يغادر (الضيف العابر) الشقة ، واستقر بها ، ومات وورَّث ( العقد ) لابنه الذي بدوره ورثه لابنه ثم حفيده ، وأصبحت الشقة ( وراثية ).. والامر لم يتوقف عند ذلك .. بل أخذ المستأجر( راحته ) ، وبدأ ببيع بعض أثاث الشقة و( تخصيص ) بعضها للمعارف والاحبة ، ووصل به الامر ان ( يعدَّل ) على تقسيم الشقة وغيَّر ديكورها كما يريد ، دون الرجوع الى #صاحب_الشقة، وكأنها ملكة .
كل ذلك و( #المالك_الأصلي ) ينظر الى شقته والمستأجر يعبث بها ، ويدمرها حتى وصلت الى درجة كبيرة من التراجع وأصبحت على #حافة_الانهيار .. وكلما ( ارتفع صوت ) صاحب الشقة مطالبا بشقته ، يخرج عليه المستأجر بحديث عما يواجهه من ( التحديات ) خلال اقامته في الشقة ..وكلما اعترض على #التغييرات والتعديلات التي يجريها المستأجر دون الرجوع اليه حسب القانون وبنود العقد ، اسمعه تلك الإسطوانه المشروخة بأن هناك ( توجيهات ) تقف خلف الحفاظ على الشقة .. حتى أصبحت كلمات مستهلكة وممسوخة..
والأمر لم يتوقف عند هذا الحد ، ووصل ب ( المستأجر ) أن غيَّر مفاتيح الباب الأصلية و( حيدها جانبا ) ، وأحضر مفاتيح جديدة ( مرتزقة) يعتمد عليها لحماية نفسه وهو داخل الشقة من الهجمات سواء الداخلية أو الخارجية ، وأصبح يفكر جديا في تغيير اللوحة الموجودة على باب الشقة ، ويكتب عليها اسمه دون الإشارة الى اسم صاحب الشقة .. والآن (يلحن ) الى نيته تغيير القوشان الى اسمه وإلغاء اسم ( المالك الأصلي ) ..
الأمر وصل به الى طلب المساعدة الخارجية لدعم بقائه في الشقة ، ومساعدته للقضاء على كل من ( ينافسه ) ويهدد ( بقاءه ) .. وفي حقيقة الأمر يعتمد ( المستأجر ) على اخلاق صاحب الشقة ، الذي بدوره ضاق ذرعا من تصرفات المستأجر ، حتى أصابه الغضب لاستغلال المستأجر للشقة اسوأ استغلال ، ويتصرف بها وكأنها ملكه، حتى انه لا يكلف خاطره بالرجوع اليه كونه (المالك الشرعي والوحيد ) ، لاستئذانه في احداث أي تغيير في ( الشقة المفروشة ) ..
أيها المستأجر : لوين رايح ب(الشقة ) ، شو هي ما الها ( صحاب )..
Jaradat63@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى