فراشات صغار !
أفزعني من نومي صوت قادم عبر مكبرات الصوت من مدرسة خاصة قريبة بعض الشيء من منزلي , كانت تصدح أغنية أطفال تقول كلماتها .. نحنا فراشات صغار …لا لا للا .., فأوشكت ولم أصحوجيدا بعد , أن أهب راقصا تحت تأثير الألحان على أطراف أصابع قدماي ملوحا بيدي يمنة ويسرة .. نحنا فراشات صغار .., في تلك المدرسة يطلقون مكبرات الصوت بأعلى درجة ممكنةعدة مرات في اليوم فيسمعون الحي بأكمله الكثير من التفاهات .. أطفال يتلعثمون ومعلمات يعطون ايعازات رياضية بتصنع واضح و ( ملغومة بعض الشيء ) .. واحد .. اثنان , فوق .. تحت , يلي ذلك ايقاعات وطنية صاخبة ثم .. نحنا فراشات صغار .. لا لا للا …
في هذه الأيام ولا أعرف ما السبب , فأن كل ما يتعلق بالأطفال الأبرياء وطرق التعامل معهم وتسييرهم يذكرني بالأداء الحكومي تجاه المواطنين ( الأبرياء ) , فبعد تلك الحادثة وعدم قيامي بالرقص في آخر لحظة خوفا من نتائج غير محسوبة , فأنني تخيلت مباشرة مسؤول حكومي كبير ( كبير جدا ) في مشهد يشبه طريقة الفيديو كليب , هو في المقدمة يتحرك بسرعة وخفة على أطراف قدميه ملوحا بيديه على طريقة المايسترو ومن ورائه وزراء ونواب بالعشرات يقلدون حركاته والشعب في المؤخرة كالعادة والكل يتراقص ومكبرات الصوت تصدح :
نحنا فراشات صغار للا .. لا .. للا
عم نرقص بين الأزهار للا .. لا .. للا.. والهوى عم بيمرجحنا ..
فيرد الصدى أو الصدا .. والغلا عم بيشرشحنا …
mahmouhxyz@hotmail.com
Amman
