بيضة الديك الثانية

بيضة الديك الثانية
يوسف غيشان

حديثي اليوم عن ديك لم ينهض مبكرا ذات صباح، ربما أكل شعيرا مخمرا في المساء الفائت، أو اصابته ضربة شمس، أو …أو..أو. المهم انه لم يفق مبكرا ذات صباح.
لما نهض الديك متأخرا، نفض عرفه بسرعة، ونفش ريشه، ثم بحث بعينيه الفائقتين من النوم للتو عن أعلى مكان ليعلن منه قدوم الصباح، ونهوض الدجاجات وقيام الناس الى أعمالهم ومشاغلهم…. وصعود الشمس من مستقرها.
أحس الديك بأنه قد قصّر في أداء واجبه تجاه جميع المخلوقات …فحث الخطو الى المكان المرتفع. في الطريق سمع صوت الدجاجات وهي تأكل وتلعب وتلهو، فلم يستوعب الأمر كثيرا… ولما خرج من (الخم) صدمته شمس الصباح بنورها الساطع…. لكن دوي الواجب في ضميره لم يردعه عن الصعود الى أعلى التلة لاعلان قدوم صباح يوم جديد.
صعد الديك …ونظر حوله بفخر وسؤدد – كما يفعل دائما كل صباح-لكنه رأى الشمس مشرقة، والناس ذاهبون الى اعمالهم، والدجاجات …دجاجاته هو، تلعب وتلهو مع ديك جديد.
لم يردعه هول ما رأى عن أداء واجبه …فنفخ حنجرته ليصيح:
خرج من لغاليغه صوت كأكأة دجاجة، وليس صياح ديك…. أحس بحركة في قفاه…. ورغبة في أن يبيض.
طبعا لم تأبه به الدجاجات، أما الديك الآخر …. فقد ابتسم بخبث…ثم نفش ريشه وهجم عليه ليطرده عن المكان المرتفع، ويضمه الى فيلق الدجاجات.
المهم ، الصباح قادم، سواء صاح الديك أم لم يصح.
وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى