الأقصى مقابل “سبموسك”!

#الأقصى مقابل “سبموسك”!

خاص سواليف

مقال السبت 8 – 5 – 2021

تخيّلوا ان يترك شخص والده أو حتى عمّه يحتضر على فراش الموت ويذهب ليحضر فيلماً سينمائياً مثلاً..فإن أقل ما يمكن أن نسمّي هذا الشخص بأنه “سفيه” عديم المروءة…طيب ماذا لو ترك شخص والده أو حتى عمه بين الحياة والموت بعد حادث دهس متعمّد..وذهب ليتناول الشاروما مع الجاني..فإن أقل ما نسمّي الفعل هو السقوط الأخلاقي والتواطؤ العلني..
لا أستطيع أن أتخيّل كيف يقبل سفير الأردن في الكيان أن يجلس على طاولة رئيس الكيان ليتناول الإفطار ويشرب العصائر وربما “يدق النخب” بشهية منقطعة النظير، في الوقت الذي يُقتل ويُجرح ويُهجّر فيه الفلسطينيون أمام كاميرات العالم ، أي مروءة ودبلوماسية موحلة بالذل والخسّة هذه ؟؟- كيف لــ(سفير) وأنا أحاول هنا الا اسقط أي حرف من لقبه ، أن يجلس على مائدة إفطار الكيان ، وعمليات التطهير العرقي – تأتي كمقدّمة لترانسفير جديد – تجري على بعد أمتار من المائدة المستديرة في حي الشيخ جرّاح؟؟ أي سقوط أخلاقي هذا “والوصاية” التي يجب أن يدافع عنها (السفير) ويغضب لأجلها اذا لم يستطع أن يغضب لإنسانيته ودينه وعروبته ، على الأقل نافق لنظامك السياسي واغضب لأجل الوصاية..أي سفير هذا يستبدل الوصاية على الأقصى بحبّة سمبوسك؟؟..ثم كيف للكيان الاسرائيلي أن يصدّق كل رسائل العتب وسلسلة التغريدات التي يطلقها وزير خارجيتنا من على تلّة الدوار الرابع ومن سلاح “الآي فون”، وسفيرهم أكل الأخضر واليابس بشراهة على طاولة الغاصب؟!! اليس هذا انفصام سياسي..
طيب يا أخي تعلّم من هاني الملقي عندما اعتذر عن أكل الرز أمام الوزير المصري لأن الأردن ” ما عندهمش رزّ”..او لا تشرب الماء كما فعل “الروابدة” لأن “الأردن فيهاش مي”..فقط تعلم دروس ممن سبقوك …لكن إياك أن تخرج بمقابلة تلفزيونية بعد سنوات وتسرد لنا ذكرياتك وتقول أنا قلن للرئيس الاسرائيلي: ” انا مش عايز عصير تفّاح”..ليه؟..”أزاي اشرب عصير تفاح..وانت محاصرين حي الشيخ جرّاح”
واضح أن ما جرى ،وجلوس “السفي…ر
” على طاولة إفطار رئيس الكيان ، وتجنب رفض الدعوة حتى من باب اشعارهم بغضبنا ، بل فضّل الحضور وفضّل التنازل عن الكرامة مقابل صحن تبّولة، والتاريخ مقابل “قطعة ستيك” ، والشرف العربي مقابل “صحن شوربة”…بالتأكيد أن هذا “الجلوس” او الركوع سمهوها كما شئتم، لن يخرج عن المدار الذي رسم له ، وانما هو “سلوك” يدور في فلك السقوط العام والخزي الذي نخجل ونبرأ منه!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى