المعلم محمد ظاهر محاسنة يرد على عمر عبنده (مستشار هيئة النزاهة ومكافحة الفساد)

سواليف
كتب المعلم محمد ظاهر محاسنة ردا على عمر عبنده (مستشار هيئة النزاهة ومكافحة الفساد):

مفهوم (الدولة)  الوطن على المحك….

نعم وبكل تأكيد ينبغي أن تكون هيبة الدولة فوق كل اعتبار ،  وكذلك ينبغي أن لا يعلو  صوت على صوت الوطن، ولكن الا يجب أن نتفق مبدئياً على تعريف للدولة وتوصيف للوطن في زمن تداخلت فيه المسميات وأختلطت فيه المفردات، نعم، تعال لأخبرك ماذا يعني لي الوطن وستتأكد حينها أنك تعيش في وطن آخر .

 الوطن ،الدولة: ان كنت لا تعرف هو حالة من التماهي بين اجساد وأرواح و دماء الشرفاء وتراب يعشقونه حد التقديس  .. هو خليط من الدم والعشق والعرق، طعمه كطعم خبز القمح في فم الحصادين أيام الحصاد اللاهبة مع جرعات من ماء (البير) ورائحته رائحة الطيون والزعتر والشيح في جباله الراسيات، نعم هو موسيقى لن تألفها أنت.. غريبة هي عليك وغريب أنت عنها.. وتأتي لتحدثني أنت عن وطن لا يرى فيه الفاسدون سوى حقيبة سفر وصالة أنتظار .
وتحدثني عن الدولة التي يراها الفاسدون وجبة دسمة وبدلة رسمية وسفرة مدفوعة التكلفة ورصيد في البنك.
ومن أجل ذلك تريد أن تهدم الديمقراطية بجرّة قلم وتنظّر عن سقوطها في الغرب … نعم.. فأنا  أرى في وطني غير ما تراه  أنت، فلا تعطيني دروساً عن الدولة وسيادتها وعن الوطن وعشقه..
أما الهراوات، فلو أنها بيد من يحرثون الأرض ويتنفسون الوطن فلن يكون لها هدف سوى رؤوس الفاسدين ممن يجيّرون الوطن لمصالحهم  ويتنفّعون بالتزلف لكل من ركب سيارة سوداء…
أعلمُ علم اليقين  أن تَجدد الوعي وتَوقّد شعلة الحرية ورفض الظلم والأنتصار للمسحوقين والجائعين  والذي يحمل لواءه المعلمين ومعهم الشرفاء من ابناء الوطن قد أقض مضجع الفاسدين وهدد مصالحهم …

وأعلم أنك ما  كُنتَ لتكتبَ ما كتبت لولا أن أمسك المعلم بيديك الغضتين صغيراً ليعلمك الحرف، وما كان يعلم أن تلك اليد ستزاود على وطنيته يوماً ما، وما كان يتوقع أن الغصن الذي رعاه صغيراً سيغدو هرواة تحاول أن تغري بها المسؤولين وتهدده بها اليوم، وهي ما كانت الا غصن من شجرة المعلم الوارفة المباركة لكنه غصن شذ عن الأصل وأنكر المعروف وطفق يحدث نفسه بقطع الشجرة وإتلاف الثمار وأنّى له ذلك..

ثم.. وكالعادة يتم تشغيل الاسطوانة المشروخة  بظروف الوطن الداخلية ومحيطه الملتهب، ولا أظنك تدري أن قوة ومنعة و تماسك الوطن في مواجهة ما يهدده داخلياً وخارجياً ، لا يأتي الا من أحساس المواطن بكينونته وكرامته وتذوقه للعدالة وعدم التمييز بينه وبين غيره بحسب اسم العائلة وتاريخها الحافل بالمناصب وانتفاخ الارصدة في الخارج مترافقاً مع تضخم مديونية الوطن المكلوم  …

 نعم نجوع معاً ونشبع معاً، هذا ما نفهمه ونؤمن به ونعلم كذلك أن هذا الوطن فيه من المقدرات ما تمكنه من حفظ كرامة ابنائه، وتضمن للجميع العيش الكريم لو أن الأمور تكون بيد الشرفاء الأمناء الغيورين..
تذكرني إذ تقول أن القانون هو سيد الموقف بالآية الكريمة ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) فقد بلغنا من الأمر ما يجعل الأمانة والوطنية الحقة، مخالفة للقانون يجب ان تضرب بيد من حديد!!! ومن اختلاط المفاهيم ما يرى في من يطالب بحقه طابوراً خامساً!!!!!
ولكن .. أبشرك .. فما زال الخير في وطني..   وما زال الخير بالشرفاء على امتداد الوطن جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً …
هل عرفت الآن انني كمعلم ومعه شرفاء الوطن، لنا وطن نراه غير وطنك أنت.. هل عرفت أن الوطن موضعه قلوبنا وليس جيوبنا. ..

بقلم المعلم محمد ظاهر محاسنة معلم الفيزياء في مدرسة خالد بن الوليد

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى