الأغنياء.. اتحملونا بعض الشيء / عمر عياصرة

الأغنياء .. اتحملونا بعض الشيء

مع احترامي وتقديري لكفاءة وأهمية، عبد الكريم الكباريتي، رئيس الوزراء الأسبق، فما قاله حول قانون ضريبة الدخل الجديد، لم يكن تصريحا يدافع به عن كل تفصيلات الوطن “المواطن العادي”، بل كان غيرة وتعبيرا عن مصالح الأغنياء ومؤسساتهم.
الكباريتي، اقتصادي وسياسي من العيار الثقيل، وإذا حفرت له تاريخيا، ففي عهد حكومته منتصف التسعينيات، تم رفع الدعم عن الخبز والرز والسكر والحليب، وكلنا يتذكر مقولته الشهيرة “الدفع قبل الرفع”.
إذا الأغنياء لا يعجبهم القانون، كما لا يعجبنا نحن أبناء الحراثين، لكن هذا لا يعني أن نتحالف معهم من اجل إسقاطه، ومنع مروره، فهناك ترهلات في مالية الدولة، وقد آن الأوان كي تظهر طبقة الأغنياء بمظهرها الوطني وتتحمل بعض الأعباء.
كنت أتمنى على قطاع البنوك، وشركات التعدين، والتأمين، والأدوية، وكبار المقاولين، وكبار الأطباء، أن يبادروا بمساعدة الوطن، الذي وفر لهم طوال سبعين عاما أرباحا وفيرة، وثراء آمنا.
ما المشكلة، يا دولة الأستاذ عبد الكريم الكباريتي، بارتفاع ضريبة البنوك من 35%، إلى 40%، ما المشكلة أن تنخفض الأرباح من 80 مليونا إلى 70، إلا يستحق الوطن بعض الصبر والتضحية.
كنت أتمنى من أغنياء الأردن أن يعلنوا قبولهم بقانون الضريبة، مشترطين، عدم مساسه بشرائح الإعفاءات الفردية، فأيام العسرة تحتاج لرأس مال وطني، يقبل التضحية، مكافأة لأيام كانت يسيرة، ومستشرفا بقاء الوطن واستمرار الأرباح.
مرة أخرى، فارق كبير، بين من يجعله القانون الجديد فقيرا، لا يجد قوت عياله، وبين من ستتراجع بعض أرباحه، وعليه أقول يا أغنياء البلد، اتحملونا قليلا، واليوم ولا كل يوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى