لماذا يقتل الانسان ابنه او أخيه في مجتمعنا..؟

لماذا يقتل الانسان ابنه او أخيه في مجتمعنا..؟ رؤية علمية تحليلية
ا.د حسين محادين

لاشك أن جريمة القتل حالة مرفوضة ديناً ودنيا، اعرافا وقانون، فما بالُنا عندما تقع مثل هذه الجرائم قصدا ايا كان تبريرها، وداخل إحدى أسرنا الأردنية ومع فرد أو اكثر، ومن قِبل الولادة الاب، او الأخ الاكبر للقتيل او القتلى..؟.
من منظور علم اجتماع الجريمة ثمة رصد وتحليل علمي تسعى عبر رصد وتحليل جذور مثل هذه الحوادث الى تفسير مثل هذه الحالات الموجعة والمهددة للبنائين الأسري والمجتمعي، انسانيا وامنيا في المجتمع الأردني الحالي جراء غياب ثقافة الحوار ،او الايمان بالتعددية رأيا وممارسات، وسيادة ثقافة الواحدية لدى القتلة”انا وبس والباقي خس”.
ولعل من أبرز العوامل المتبادلة الأثر والتأثير والمؤدية لمثل هذه الجرائم ما هو آتِ.
1 -رداءة وقسوة نوعية التنشئة الاجتماعية غير الإنسانية والدينية السوية التي اكتسبها كل من القاتل والمقتول في اسرتيهما معا منذ طفولة كل منهما وصولاً إلى ظهور صدفة /موقف ما على شكل “خلاف ما، تعاطي مخدرات، تجارة سلاح وآثار أو اخذ ثأر ،احيانا على عدم إعطاء أولوية المرور أو الحديث..الخ” فتقود مثل هذه العوامل اغضاب القاتل من القتيل بعد ان قد أصطدام سمات الغرور وثقافة المغالبة الشخصية لدى القاتل أو حتى المقتول ايضا مع ما تينتقص او يُشعر القاتل ابا /اخا شابا أن غروره هذا والناتج بالاصل عن انماط التنشئة النفسية الاجتماعية الخاطئة قد خُدش أو تم الانِتقاص منه من مقابل ما ؛ وهذا ما يمثل ذروة وخطورة العواقب السلوكية الوخيمة الناتجة هذه الأنواع من التربية العدوانية نحو النفس والآخرين معا في المحصلة.
2 – التأثير العميق للجذور النفسية والأجتماعية والتوتر المجتمعي عبر مثل هذه الجرائم في بيئة اجتماعية ذات جذور بدوية تؤمن بقيم المغالبة لا الحوار بالتي هي أحسن عند بعضنا عموما ، لذا تكون مثل هذه الجرائم الآخذ في الازدياد اردنيا نتاجا واضحا لإساءة التفكير والسلوكيات عن اساءة التعبير عن مظاهر القيم الفردية في مجتمعنا المتحول من القيم الجماعية التقليدية نحو قيم الفردية هنا كالسعي للثراء السريع بغض النظر عن شرعية الوسيلة، والاتجار بالبشر والجنس، أو المخدرات أو النصب والبلطجة على الآخرين والتزوير وخداعهم،او السمسرة على ممتلكات الافراد ..وهكذا، وارتباط ما سبق مع وجود جذور عدوانية كامنة في شخصيات القاتلين والتي لا تحترم الآخرين بطبيعتها حتى ولو كانوا من نفس أفراد اسرهم، إضافة الى تاثير تربية الأبناء الذكور على قاعدة غير سوية وهي أن الآخرين اي كانوا هم متامرون عليك وبالتالي هم اعداء لك يجب هزيمتهم ودون الاكتراث إلى القيم الإنسانية والقانونية السائدة في الأسرة أو المجتمع ، ولا ننسى اهمية المكانة المرتفعة التي يحتلها السلاح وإتقان استخداماته ليس للدفاع عن النفس فقط، بل في كل الظروف أو الخلافات التي قد تواجه القاتل/والقتيل شابا كان أو شايب كابناء لثقافة عدوانية ودموية واحدة خصوصا خارج المدن الكبيرة أو حتى في بعض احياءها شبه المغلقة على نمط متجانس من مثل هذه الثقافات.
اخيرا..من الضرورة بمكان أن نعيد الأعمق والاعتبار لأهمية الحفاظ على مكانة الأسرة الأردنية وأدوارها في تعميق القيم الدينية والاخلاقية الحاسمة في التنشئة المتوازنه، التي تُعمِل أدوات الحوار السلمي والتعددية عوضا عن ثقافة الصراع والمغالبة ترابطا مع تفعيل ادوار التعليم ومناهجة الوازنة مع تحديث ادوار المسجد والكنيسة ووسائل الاعلام المختلفة في مجتمعنا الأردني نحو احترام و تقديس إنسانية الإنسان عبر حل علاقاتنا عبر القوانين والأعراف التكافلية السلمية الحميدة..فهل نحن فاعلون؟.
* عميد كلية العلوم-جامعة مؤتة.
*عضو مجلس محافظة الكرك “اللامركزية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. درسن باوروبا 10 سنوات رجغت للاردن اشتغل ما لقييت شغل 4 سنين تحولت بشخص عدواني بالاحرى من المسؤول عن توصيل الاب لقتل ابنه

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى