أغرب المعادلات التي عرفها التاريخ المعاصر
زكريا البطوش
اذا سألوك عن أغرب المعادلات التي عرفها التاريخ المعاصر ، فَقُل :-
أغرب معادلة : أن تبيع الدولة كامل مقدراتها ومقوماتها ، ثم تخفي كل مساعداتها ، وترفع الأسعار والدعم والضرائب مرارا وتكرارا ، ثم تجمّد الدخل لما يزيد عن عشرة سنوات ، ثم تكتشف بعد ذلك أن المديونية وصلت ستة أضعاف ما كانت عليه وما زالت في صعود مستمر .
أغرب معادلة عرفها التاريخ المعاصر : ان تعمل الدولة جاهدة على شرح وتوضيح رسالة عمان بطابعها الإسلامي المعتدل وفي ذات العاصمة تُقام المهرجانات اللاخلاقية والممارسات اللادينية بكل فُحش ورذيلة .
وقل أغرب معادلة معاصرة هي : أن الأجهزة الأمنية المختصة بمكافحة المخدرات ومشتقاتها كانت فيما سبق تعطي الافراد دورات على كيفية التعرّف عليها وعلى كيفية تمييز رائحتها وذلك لسببين :
الأول – لندرتها وقلتها .
الثاني – للحرص الشديد على ملاحقة اصحابها وضمان عدم تواجدها .
واليوم المخدرات تباع على قارعة الطريق بعد ان وصلت الى المدارس والأحياء .
وقل أغرب معادلة عرفناها : عندما كانت الدولة تضطر لرفع سعر سلعة معينة ٥٠ فلس ، كانت تعمل ترويج ورصد لردات الفعل وتشرح الأسباب بإسهاب ويرافق ذلك زيادة على الرواتب .. واليوم لم تكتفي بكل الرفع ، لا بل وصلت الى الراتب نفسه للخصم منه بطرق مختلفة وعلى رأسها قانون الضريبة المزمع تطبيقة في بداية العام القادم .
وأغرب معادلة في الدنيا كلها : أن تجد الجميع يتحدث وبثقة عن وجود فساد متفشي في جلّ مفاصل الدولة ، ولكن لا يوجد فاسد واحد يتحمل المسؤولية وَيُسأل .. يقابل ذلك التحذير المتكرر من إغتيال الشخصية وضرورة تفعيل قانون الجرائم الإلكترونية .
ومن أغرب المعادلات عندما كانت الصحف الإسبوعية لا تجد لها قبول في الشارع ، فتعمد الى الفبركة كأن تتحدث عن جريمة قتل غير موجودة بغية تسويقها والإقبال عليها ، إذ كانت الجريمة عمل بالكاد تسمع به … واليوم يا هملالي .
معقول الشعب اتغيّر .؟؟