(X)و (O)

العنوان (X)و (O)
مجد الرواشدة


منذ أن كُنتُ بالابتدائيه وأنا أرسمُ بكلتا يدي أربعة خطوط أمهُد ُ بها لألهو على حافة الورق الأبيض مع احدى زميلاتي أحدنا تنتقي ( X ) ، والثانيه بطبيعة اللعبة البسيطة يبقى لها ( O ) ، كنا نكررها عشرات المرات ، وفي كل مرة نقبل الخسارة كأنما هي بكفة واحدة مع الربح .
كبرتُ وكبرنا جميعاً و بدلا ً من أن نلهو على الورق أصبحنا ورقاً تلهو بنا لعبة الحياة الأكثر تعقيداً والتي كان التعرج سمة خطوطها كثرت الخطوط وكثرت المسارات ، تارة نقع على رُكبنا تتمزقُ ألبستنا ويترُك السقوط فينا ندبة ( الكشط) ، وتارة أخرى نقف كما لو أننا أسود ما كانت يوماً ملكة غاب بل كانت ملكة نفسها .
تلك اللعبة البسيطة هي أقدارنا بعضُنا كُتبَ بلوحه المحفوظ شقياً لينتقي ( X ) ، و بعضنا كُتب بلوحه سعيداً ليبقى له ( O ) ، يبقى له مداراً تستدير به أحداث حياته بصورةٍ لا تنتهي مسراته وأفراحه ، الحظُ رفيق أيامه ، وعلى الجانب المقابل من نهر العمر يمضي ( X ) ليعبر ذاك الجسر الخشبي الذي يخشى أن يغر به بأي لحظة ويسقط ، يمضي بحياته خائفاً من تمام الأمور ولكن توكل الله يغلفُ قلبه الشقي ليتسم بالرضا ويوازي من كُتب له أن يكون سعيداً .
الان وأنتم تقرؤون سطوري أغلبكم يقول كتبتُ شقياً لكنني سعيد وقله لربما معدومة أقروا أن الحياة أعطتهم أكثر مما يستحقون ، ولكن غفلنا جميعاً أن الشقي منا قد يلتقي بشريك عمر كتب سعيداً لينهل من فيض راحه عمره قطره ، والسعيد لربما أتم عمره مع شريكِ شقي فواجهه بطريق العمر حجارة كثيرة عرقلت مسيره الحياة ، لكنها استمرت .
حين أرسلت لي صديقتي الصوره قالت أتمنى أن تصيغين نصاً وكأنما جُسدت الصوره له أتمنى أن أكون قد وفقت ، وأتمنى أن لا يكون أحد منا شقياً وحتى وان كان عليه أن لا يبرح حتى يبلغ ، أما السعيد عسى الله يتم عليك ويزيدك ، وتذكروا دوماً أن الفوز في لعبة الحياة قد يكون خسارة نسبية لبعضنا والعكس صحيح .
دمتم بخير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى