الأردن 100 عام دون وجود مدونة سياسية اقتصادية اجتماعية

الأردن 100 عام دون وجود مدونة سياسية اقتصادية اجتماعية تكون مرجعا” للسلطة التنفيذية
م. محمود عبيد

الأردن دولة عمرها 100 عام و تعتبر من اقدم دول المنطقة التي اسست في المنطقة بعد الأنسلاخ عن الدولة العثمانية و اول حكومة اسست في الأردن كان في 1921-04-11 و اسسها دولة رشيد طليع و ها نحن بعد 100 سنة من تاسيس اول حكومة على الأرض الأردنية ما زالت حكوماتنا تتخبط و ليس لها نهج سياسي او مرجعية تعود اليها لتاخذ من تجارب الحكومات السابقة و تبني عليها و ليس هناك سجل يدون تجارب و اخفاقات الحكومات التي تناوبت على ادارة شؤون الأردن على مدى مائه عام لتكون مرجعية للحكومات الحالية و المستقبلية من اجل عدم الوقوع في نفس الأخفاقات التي وقعت بها الحكومات المتعاقبة على مدى مائة عام فعلى مائة عام تناوب على تسيير شؤون الأردن 42 رئيس وزراء و كل رئيس وزراء كان ياتي كان يجلب معه فريقه الوزاري و استراتيجياته و نظرياته التي يريد ان يقوم بتجربتها على الوطن و الشعب الأردني لأن الأردن و شعبه حقل تجارب لنظريات رؤساء الوزارات و فريقهم الوزاري و لم يقم احد منهم و استطيع ان اجزم بالأطلاع على تجاب الحكومات السابقة و نتائج تجاربهم و اسباب اخفاقاتهم كيف لهم ان يقومو بذلك و لديهم حقل تجارب مدجن لا يسمع , لا يرى و لا يتكلم و ينصاع للأوامر و التعليمات دون اي معارضة تذكر حتى لو كان ذلك على حساب الوطن و حساب وجودهم على هذه الأرض ان ما يزعجني ان ترى كم التبريرات و الحجج التي يقوم على رفععها بعض افراد الشعب تبريرا” لأخفاق اي حكومة منتهية ولايتها و هي من لم تقم بالأستفادة من تجارب الغير و البناء عليها و التعنت في تبني استراتيجيات تم تجربتها سابقا” و اثبتت فشلها كيف لا و لديها شعب حقل تجارب.

ما اود سؤاله متى سوف يكون لدينا منهج حكم و ادارة دولة تعتمد عليه اي حكومة دون اخضاع الشعب لأن يكون حقل تجارب لسياسات و استراتيجيات الوزراء و اهوائهم و قراراتهم المجحفة و اعتقادهم ان ما درسوه نظريا” في اعتى جامعات العالم يمكن تطبيقه و تجربته على الشعب الأردني متناسين ان كل نظرية يمكن ان تكون قابلة للتطبيق على بعض الشعوب و الثقافات و غير قابلة للتطبيق على الشعوب الأخرى لأن كل شعب و كل دولة لها خصوصيتها و كل شعب له طبيعته فنظريات امريكا و الغرب لا يمكن تطبيقها في الأردن و على الشعب الأردني دون تعديل بحيث تتناسب مع البيئة الوطنية الأردنية. لقد قام عدد من الوطنيين و السياسيين و المتخصصين في نهاية القرن الماضي و بداية القرن الحالي باخراج عدة مراجع و طنية تحكم العلاقة الوطنية و طريقة ادارة الدولة و تكون منهج لآدارة شؤون الشعب بدءا” من الميثاق الوطني مرورا” بالأردن اولا” و انتهاءا” بالأجندة الوطنية و التي جميعها ذهبت ادراج الرياح نتيجة قوى الشد العكسي التي لا يتناسب مع مصالحها و اجنداتها هذه المراجع الوطنية و غالبية الحكومات ان لم يكن جميعها وقفت على اطلالها لأنها لا تناسب منهجيتها و استراتجياتها في ادارة الدولة و التي تعتمد على استخدام الشعب و الوطن كحقل تجارب لنظرياتهم فها نحن اصبحنا نرى الوطن في مهب الريح امام الأخفاقات في ادارة الدولة الواحدة تلو الأخرى من قبل رؤساء السلطة التنفيذية و ها نحن نرى الشباب الذين يرون ان مستقبلهم سيكون مظلما” على ارض هذا الوطن نتيجة التخبط في القرارات و عدم وجود منهجية ثابتة و مستقرة في ادارة الدولة و الهوائية في اتخاذ القرارات و الغير معتمدة على مرجعية وطنية و علمية سوى التفرد باتخاذ القرار هؤلاء اصحاب الولاية الذين اقفلوا كل نافذة امل بإصلاح الاوضاع التي تتهاوى الى قصر الكارثة التي ستنفجراذا لم تقم الدولة باعلان استراتيجية و خطة ثابتة للأصلاح السياسي, الأقتصادي و الاجتماعي بعيدا” عن تاثيرات كافة القوى التي تشد بالوطن نحو الأنهيار لمصلحة بعض القوى الداخلية و الخارجية، بفضل هذه السلطة التنفيذية الحاكمة و التي كتب علينا ان نعيش تخبطاتها في القرارات و الأنظمة الطاردة للشعب و الأستثمارات و التي تتغير كل 4 سنوات دون وجود خطة طويلة الأمل يبني عليها الشعب وجوده على هذه الأرض بعيدا” عن المفاجاءات و هوائية المسؤولين الذين اصبحوا يتحكموا بين ليلة و ضحاها بمقدرات شعب و وطن , فها نحن نرى بعض المسؤولين لا يبنوا على تجارب من سبقوهم و لا يستشيروا اصحاب الخبرة و الحكمة بطبيعة هذا الوطن فتراهم يتجاهلوهم لأن ذلك يقلل من قدرهم و جاههم حتى لو كان على حساب الوطن و مقدراته و لا يروا الا انفسهم الذين يعلموا ببواطن الأمور و خفاياها و كل من غيرهم لا يفقه شيء و كما يقولون بالعامية هم فقط ابو العريف و ترى السلطة تمر امام عملية اصلاح فتغمض عينيها، فتراهم يتكلمون كثيرا” و يقدموا الوعود و الأمال ، ويعملوا قليلا و ينفذوا ما يخدم مصالحهم و اجنداتهم ، و اذا ما نفذوا اي خطة نراهم بالقليل يفشلواما يسيئنا انهم و على مدى عقود حوّلوا الشعب الى حقل تجارب و ما مدى قدرته على تحمل اهوائهم و استراتيجياتهم و تجاربهم و عنجهيتهم و تفردهم بالقرار دون استشارة اصحاب الخبرة.

على الرغم من تلاشي الثقة بمنظومة السلطة التنفيذية كما هي بمنظومة السلطة التشريعية . اصبح لزاما” على الوطن كتابة تجاربه التي مرت بها كافة السلطات التنفيذية على مدى 100 عام و لتكون مرجعية لكافة الحكومات و بعيدا” عن التخبط و اجراء التجارب على الوطن و الشعب و بما يتناسب مع اهواء و خبرات السلطات التنفيذية المتعاقبة و ليكن لدينا Bible وطني تعود له الحكومات قبل اتخاذ اي قرار و ان يكون لكل وزارة مرجعيتها من التجارب و القرارات و القوانين التي مرت على الوطن على مدى 100 عام و كيف كانت الحلول حتى نقلل من خسائر و اخفاقات الوطن و نحد من التخبط و هوائية المسؤولين فتاريخنا و تاريخ حكوماتنا على مدى 100 عام يمكن له ان يدرس في اكبر كليات السياسة في العالملأن ما مر به الأردن من تحديات يجعل منه صاحب اكبر تجربة في ادارة الوطن بعيد عن اخفاقات بعض الحكومات خلال العقدين الأخرين و التكبر على خبرات و علم و معرفة بعض القامات التي نعتز و نفخر و نتشرف بها و التي هي مرجعية دولية و اقليمية يعتد بلرايهم و معرفتهم و مسؤولينا لا يابهون للأسف لمعرفة و خبرة هذه القامات لأعتقادهم علمهم و معرفتهم يفوق هذه القامات. حمى الله اردننا و حمى شعبه و قاماته الوطنية و ادام عزه و تاريخه المجيد.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى