هل بدأت السعودية تلعب صح ؟؟
قلت في مقال اسبق ان الامة العربية بعد زوال والتهام العراق من قبل امبراطورية فارس الحديثة باتت بلا ظهر او سند وقيادة “رمزية” فمنذ ما عُرِفَ بالاستقلال وظهور الدولة الوطنية اتكأت الامة العربية على كتف مصر عبد الناصر العزيزة وسرعان ما اناخها السادات لارتمائه بدون وعي او بوعي لا فرق في حضن سيدة العالم بلا منازع ، واتجهت انظار العرب الى عراق صدام الذي توافق ظهوره كقوة عربية مع انكماش دور مصر .
ولان العالم اجمع متآمر علينا كشعب فقد جُرَّ العراق الى المصيدة ورأينا تسليمه لإيران على طبق من دماء العراقيين ، وحينها أصبح العرب بلا كبير يهرعون اليه عند الملمات ، وتلاعب بنا العالم الكورة ، فحتى دولة مثل … صارت تتحكم وتأمر، وبقيت حالنا يرثى لها خاصة بعد غياب الصخرة الشرقية التي كانت تمنع تدفق يأجوج ومأجوج العصر ليعيثوا فينا خرابا .
ولان النار وصلت لأطراف الثوب السعودي بشكل سافر وتحرّك الخلايا النائمة لإيران في المنطقة الشرقية وغيرها من مناطق الخليج وبغياب “القائد” العربي واتكالنا على إسرائيل وأمريكا لإدارة أحوال العرب فان ذلك كان نتيجته انفجار الربيع العربي لترهل القيادات العربية المستجدين منهم والقدامى .
وبدأت السعودية تأخذ دورها ومكانتها بين الدول العربية التي تعصف بها رياح التغيير ، ولان السعودية تملك مواصفات الدولة القائد ، فانها استطاعت ان تنحاز ولو جزئيا لقضايا الشعوب العربية وبلدانهم الضائعة والمرتهنة بيد الآخرين ، وان كان ذلك على حساب تداخل مصالحها مع المصالح الامريكية ، وربما لانزواء امريكا الظاهري عن هموم الامة العربية كشعوب ودول افسح حيزا لهذا التحرك السعودي وسط هذا المناخ الاقليمي المتكهرب ومعه الدولي .
والخطوة التي اتخذتها السعودية اتجاه الجيش اللبناني تعتبر “ضربة معلم” وتبعها عودة اللواء علي محسن الاحمر للواجهة العسكرية والسياسية اليمنية تشكل تغيرا استراتيجيا في السياسة السعودية تذكرنا بحرب رمضان هددت بقطع النفط عن امريكا ، وسنشهد في الايام القادمة تغيرات في كثير من سياسات الدول العربية نتيجة لهذا التغير الايجابي للشعوب العربية …والله اعلم
