الأردنيون والفلسطينيون والإختبار الأصعب

الأردنيون والفلسطينيون والإختبار الأصعب

في وطننا الدنيا (قايمة وقاعدة) وماشية وراكضة ومضطربة (كمان )والناس يترقبون خطباً جللاً لا يعرفون تفاصيله ونتائجه ومآلاته، هو الإعلان عن صفقة القرن ، والوطن كله في مهب رياح سموم عاتية، ومستقبل الفلسطينيين بأرضهم أصبح مجهولاً ، ودولتهم أصبحت حلماً بعيد المنال ، والعدو الصهيوني يجاهر بنيته ضم غور الاردن غرب النهر وشمال البحر الميت الى كيانه، وفي مرحلة لاحقة ضم وإبتلاع ما تبقى من فلسطين ” الضفة الغربية” ، والأعداءُ يخططون إذا كانت الفرصة سانحة لتنفيذ ترانسفير كبير وترحيل الفلسطينيين جبراً من ارضهم الى الاردن ، وهي جدُ سانحة الآن إذ العرب في أدنى درجات ومراحل وهنهم وضعفهم وعجزهم وتشظيهم وفشلهم للوصول الى احد اهداف الصهيونية الكبرى ألا وهو ( يهودية الدولة) على كامل التراب الفلسطيني من البحر الى النهر ، لكن قبل ذلك يريدون مرحلياً إلغاء قرار فك إرتباط الاردن بالضفة الغربية التي إحتلها الكيان الغاصب في حرب حزيران عام 1967 على ان يعود ما تبقى من الضفة االغربية الى السيادة الاردنية بعد أن تم ضم القدس للكيان الصهيوني وإعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بذلك ودعمه لهذا الضم أمام نظر وسمع العالم، إضافة الى المخططات الاسرائيلية الهادفة الى ضم غور الاردن وشمال البحر الميت وكذلك ضم المستوطنات المقامة في الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية الى دولة الاحتلال وبذلك يصل الصهاينة ومن يناصرهم ويتفق معهم ويدعمهم سراً او جهراً الى ضياع الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني البطل المُهّجر جبراً وقسراً من أرضه وأرض آبائه وأجداده واهمها حق العودة الى وطن مستقل وحق إقامته دولتة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة والمستقلة وعاصمتها القدس.
واذا ماتم الغاءُ قرار فك الارتباط الذي إتخذه الاردن بطلب وإلحاح من العرب ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1988م لتكون المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، والذي جاءت الاتفاقات فيما بعد بين الفلسطينين والمحتل الصهيوني وفي مقدمتها اتفاق أوسلو وإقامة السلطة الفلسطينية وما تبع ذلك من محادثات وقرارات ولقاءات ومفاوضات، فإن ذلك يعني أن المواطنين الفلسطينين في أراضي السلطة الفلسطينية وخاصة الضفة الغربية بالذات سيصبحون بين عشية وضحاها مواطنين اردنيين وستصبح الضفة الغربية بما فيها القدس خالية من مواطنيها الفلسطينين ويسكهنا اردنيون مجنسون حديثاً بدلاً منهم ، وهذا هدف صهيوني ماكر اصبح قريباً من المنال وأمنية اسرائيلة أصبحت قريبة التحقيق اذ ان سياسة الليكود الاسرائيلي مدعّمة ومدعومة بترامب وإدارته تسعى لضم الضفة الغربية الى كيان الاحتلال كما صرح بذلك السفير الأمريكي في القدس ديفيد فريدمان.
وهم بذلك يريدون حل القضية الفلسطينية على حساب الاردن والشعب الاردني وعلى حساب ضياع حقوق الفلسطينيين قبل انجاز دولته المستقلة في فتنة كبيرة خبيثة يخططون لها يجب مواجهتها بالرفض ورص الصفوف ونحذر من الانجرار الى حبائلها ولا يعلم عواقبها ونتائجها سوى الله .
فهل سيضّيع الفلسطينيون والأردنيون تضحياتهم ونزالات الشجاعة والإيمان ومعارك البطولة والرجولة والتضحية والفداء وانتفاضات الفتيان والشباب والرجال والنساء ،انتفاضات العز والكرامة والشرف؟ ،وهل سيخذلون الشهداء ويتنازلون عن ارواحهم وينسون الآلام والدموع والعذابان والسجون ويرخسون الوفاء والدماء ؟
ام سيكونون على أهبة الاستعداد ويقفون كالبنيان المرصوص وقفة رجل شجاع مقدام وعلى قلبٍ واحدٍ مخلصٍ مؤمن، ويرفضون الظلم والجور والإستبداد والإستعباد والطغيان ، ويفتحون سجل التضحيات بالدماء والأرواح من جديد اذا لزم الامر لنصفعهم بصفقة قرنهم قبل أن يصفعوننا بها ويمزقوننا من جديد؟

د. عساف الشوبكي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى