الأردنيون أكثر من 45 شخصية / عمر عياصرة

الأردنيون أكثر من 45 شخصية

لقاء الديوان الملكي مع 45 شخصية سياسية، احتوى على عروض متخصصة، من رئيس الديوان الدكتور فايز الطراونة وأيمن الصفدي وزير الخارجية وعماد فاخوري وزير التخطيط ومدير الاستخبارات العسكرية ومندوب المخابرات العامة، لقاء مهم وحساس، لم يعلن عن محتواه للرأي العام.
انا مع سياسة التواصل مع قادة الرأي العام، فهو سلوك جيد ومحمود، بشرط عدم وقوعه في الانتقائية المقيتة التي يمارسها اعلام الديوان قصدا ربما، او انه غايب طوشة عن اسماء مؤثرة في الجمهور.
جاء اللقاء، انتهى، عُرِضَت رواية الدولة عن ملفات متعددة، قال بعض الحاضرين انهم شعروا بطمأنينة، لكن، عامة الناس، لم يسمعوا بما جرى، ولم تتسرب لنفوسهم تلك الطمأنينة التي فاضت على الحضور.
الاردنيون اكثر من 45 شخصية، سبعة ملايين، يسمعون من الجميع، من القاصي والداني، يرددون في مجالسهم سيناريوهات غريبة وعجيبة، يتخوفون على وطنهم وجيوبهم على السواء، فالمستقبل غامض، ولقاء في القاعات مع 45 شخصية لن يبدد كم القلق المتعاظم في صدورهم.
ما دامت الدولة يا رئيس الديوان مطمئنة، وما دمت انت وصحبك المذكورون في الفقرة الاولى من المقال، تملكون مضامين خطاب الطمأنينة المتعلق بأوضاعنا الداخلية والخارجية، فلتقدموه للناس بلغة واضحة راشدة، فالشعب مسيس، وقادر على أن يفهم ما قلتموه في قاعات الديوان.
على فكرة، اللقاء بشكله وما تسرب منه سيزيد الناس لغطا وقلقا، ولا زلت مصرا على ان الشعب الاردني يحتاج الى خطاب مباشرة يحتوى لغة مفهومة، ويحتاج الى شفافية ومصارحة تحاكي ما كان يقوله الملك حسين للناس.
مرة اخرى، اتمنى على الملك، بعد عودته من واشنطن، ان يلقي خطابا على الناس، يبدد فيه قلقهم، يشركهم في هم التحديات، يؤشر لهم على الاتجاه القادم، فالنخب الحاكمة يا رأس الدولة خائفة على استحياء، ولا تتقن التنفس إلا في الغرف المغلقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى