الأديب والباحث الاردني مطلق ملحم يبدع في عرض طموح المرأة السعودية والبحث العلمي

سواليف

تبوأت المرأة السعودية مراكز علمية وأدبية وإدارية عالية تضاهي ما وصلت إليه المرأة في بلاد العالم المتقدم علمياً، ويعود ذلك لأسباب عدة منها تشجيع الأهل أولاً ولإرادتها القوية ثانيا، وما نصت عليه تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة “طلب العلم من المهد إلى اللحد”، وهي الشريعة التي أنصفت المرأة وكرمتها بالحث على تعليمها، فقد أمر الإسلام بالعلم للرجل والمرأة على حد سواء، وحث على دعمها بكل ما يعزز وجودها ومكانتها باعتبارها أساساً لإعداد وتنشئة الفرد والأسرة وبناء المجتمعات والأوطان، كونها تمثل نصف المجتمع، بالإضافة لدورها بإنجاب وتربية وتنشئة الأبناء على أهم الأساسيات والمهارات التي يتعلمها الأبناء في مراحل حياتهم. ومن هنا يظهر لنا أهمية تعليم الفتاة في الإسلام حيث جعل الإسلام العلم فريضة واجبة على كل مسلم ولم يحدد أن يكون ذكراً فقط، بل لكل مسلم ومسلمة، وأودع المرأة مكانة كريمة بإعطائها حقها في العلم واكتساب كافة المعارف النظرية والمهارات التطبيقية والحصول على أعلى الشهادات وطلبها حتى من أقصى الأماكن، وفضل مكانة المتعلمين على غيرهم وأعطاهم مكانة خاصة.

الكتاب يعطي شرحا متكاملاً عن مسيرة المرأة السعودية من تعليم الكتاتيب إلى تولي المناصب القيادية في جميع المجالات إضافة الى انجازاتها العلمية والعملية على المستويين المحلي والعالمي، حيث قام ملحم بتوثيق خلاصات بعض من حصلن على شهادات الماجستير من الجامعات السعودية، حيث استطاعت اقتحام الكثير من المجالات التي تعتبر هي الأولى في العمل بها، واثبتت بجدارة أنها قادرة على تحدي الصعاب، والخوض في معترك الحياة لتحقيق أحلامها والوصول الى ما تصبوا إليه، ليس فقط على المستوى المحلي والعربي بل إلى العالمية، وهناك الكثير من المجالات التي نجحت وتفوقت وامتازت بها المرأة السعودية.

وبفضل إصرارها على اكتساب المعرفة حول كل ما هو جديد، وخاصة في مجال البحث العلمي، تبرز أهمية المرأة السعودية واكتسابها المعرفة والتعلم اللازم لتتمكن من مشاركة الرجل في بناء المجتمع، وما يعكسه ذلك على كافة مجالات الحياة، ويعتبر التعليم للمرأة أحد أبرز الحقوق التي تعطى للإنسان بغض النظر عن نوع جنسه، حيث لا يقل تعليم الفتاة أو المرأة عن أهمية تعليم الرجل.

ويقدم ملحم محتوى الجزء الأول من هذا الكتاب وهو الأصدار الثاني عشر من اصداراته مختلفة المواضيع، بأن اعطى المرأة السعودية المنزلة الرفيعة التي ينبغي أن تحظى بها، بوصفها صانعة الاجيال التي تبني الوطن وتعلوا به علما ومعرفة بين الأمم, في الوقت نفسه يشكل محصلة كبيرة من مكونات تفكيرنا وقيم الآباء والاجداد، التي ارتكز عليها عبر تاريخ الأجيال السابقة. وتتجلى عبقرية ملحم في رصد وتوثيق المواضيع ليطلع عليها بشوق ورغبة ذوو الاختصاص على طموح وانجازات المرأة السعودية في مجال العلم والثقافة بتلخيص بعض من رسائل الماجستير الحاصلات عليها واحتوى الكتاب 248 صفحة من الحجم الكبير وتضمن ما يلي: أهداء، المحتوى، مقدمة، وستة أبواب ويضم الباب الأول: تعريف بالمملكة العربيية السعودية، والباب الثاني: نشأت المملكة العربية السعودية، والباب الثالث: المرأة السعودية طموح بلا حدود، والباب الرابع:المرأة السعودية ودورها في تحقيق التنمية، والباب الخامس: المرأة السعودية وخلاصات رسائل الماجستير، وقسم إلى عشرة فصول : الفصل الاول: التربة والزراعة والمناخ، أما الفصل الثاني: العمران والبناء والتوزيع السكاني، والفصل الثالث: الحياة الاقتصادية والاجتماعية، والفصل الرابع: التعليم وأثره على المجتمع ، الفصل الخامس: الأدب واللغويات، الفصل السادس: العلم والتكنولوجيا الحديثة، الفصل السابع: الأساليب والعوامل الاجتماعية، الفصل الثامن: دراسات في التاريخ، الفصل التاسع: في السنة النبوية، الفصل العاشر: تنمية الموارد الإدارية.

ويأتي إعداد هذا الكتاب توثيقا لنجاح المرأة السعودية في مختلف المجالات والأدوار المناطة بها، وابراز نشاطها العلمي بحصولها على الدرجات العلمية من الجامعات المحلية والعالمية، ومن خلال تحفزها وتفاعلها الايجابي المثمر مع الواقع المجتمعي لتحدث فيه نقلة نوعية اقليمياً وعالمياً في التعامل مع المرأة وقضاياها المختلفة وقد بحثت هذا الموضوع الرائد للمرأة السعودية فوجدت من الواجب عليَ بأن أقوم بتوثيق خلاصات بعض رسائل الماجستير للمرأة السعودية وما أحدثن من صدى محلي وعالمي في الابتكار والابداع والاختراع. وهو اهداء إلى كل امرأة لديها طموح ضوء ينير الأرض علماً وثقافة.. ويزيح نظرات الآخرين السوداوية بحق المرأة.. يقدم مطلق ملحم هذا الكتاب بحدائق وزهور الكلمات… لكل أمرأة طموح بقوله “انتن زراعها المبدعات.. زرعتن البذور ورعيتهن حق الرعاية.. فأينعت منها نفحات العلم والمعرفة والعلا في ميادين الحياة المحلية والعالمية.. فكنتن المنار المضيء للمرأة السعودية فوق سحب المعمورة بطموح ليس له حدود”.

كتاب يعاين عبقرية وتفوق المرأة السعودية بثقافتها وعلمها ومكانتها محليا وعربياً وعالمياً، فإن ما يطرحه المعد لهذا الكتاب من ملخصات رسائل الماجستير المتنوعة المواضيع انما هو عصارة كفاح وسهر ومثابرة للوصول الى رأس نبع العلم والثقافة للمرأة السعودية، ليس بغريب على المتتبع لقضاياهن في الطموح العلمي، فالنساء في كافة بقاع العالم يشاركن في الابداع والابتكار ومواصلة نهل العلم والمعرفة، هذا الكتاب يحمل عبر صفحاته نبضاً نسائياً سعودياً قريباً من كل أمرأة تحلم بأن تكون ذات شأن وصولاً لمستقبل زاهر، ويضم بعض من قدمن خلاصات لرسائل الماجستير لإبراز التجارب والنماذج الرائدة ولترسيخ التصورات الايجابية لهن في كافة المجالات، وسعيهن الدؤوب لمواكبة الانجازات والمستجدات في مسيرة المرأة بمختلف الميادين.

ملحم جمع ووثق هذا الكم من خلاصات رسائل الماجستير للمرأة السعودية (الجزء الأول) من هذا الكتاب، ويعود ذلك الى ما قبل عشرون عاما، ويعتبر هذا الإنجاز من كاتب اردني مخضرم انما يعبر عن روح المحبة والتآخي مع الشقيقة السعودية، ودون شك يعتبر سبيلاً للدخول بعمق إلى ما حققت النساء السعوديات من تفوق ونجاح باهر في المجالات العلمية حيث قدمن في السنوات الماضيات عددا من الاختراعات والإنجازات التي وضعتهن في مصاف العلماء في العالم. مستهدفاً توثيقها وإيصال مفهومها المتنوع لأكبر عدد من ذوي العلاقة واصحاب الاهتمام للاستفادة منها.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى