سايق عليكو “مترو”

مقال الخميس 31-10-2019
سايق عليكو “مترو”
يحدث في الأعراس أحياناً ، أن يتم الغناء على شخص مغمور ،مرتبك،ضعيف الشخصية من باب المجاملة ، فيرفع الرجل يده ويلوّح مبتهجاً لمن غنّى عليه ..سيما اذا جاء الغناء من العنصر النسائي فإن الحماسة تكون أعلى ، فيخرج أخونا مسدسه من حزامه مرتجفاً ويبدأ بإطلاق النار ، أول طلقة تفجّر اللمبة التي فوق رأسه الثانية تقطع سلك الكهرباء ،الثالثة “تخزق” برّاد التمر هندي، يزيد ارتباكه وارتجافه مع الزغاريت ، يطلق الرابعة والخامسة فيصيب العريس ورفاقه وام العريس ووالد العريس وخالة العريس وجوز عمة العريس الوكيل المتقاعد ،كما يطخ المطرب وعازف المجوز “ومؤجر الكراسي” والمصور و صاحب عرباية الترمس القريب وحتى راوي هذه الحكاية..”يبيدر الجميع” أخونا لمجرّد الحماسة الزائفة التي أصابته والمجاملة التقليدية التي ممكن لأي كائن حي أن يتلقّاها..
هذا ما يحدث مع أمانة عمّان تماماً..بعد ان استأنفت أعمال الباص السريع ، وأبدعت في خنق عمّان تماماً، وتحويلها إلى كارثة مرورية حقيقية ، أخذتها الحماسة طخّت صويلح، وطخت شارع الجامعة الأردنية ، وطخّت تقاطع شارع وادي صقر ،وطبربور ،وشارع المدينة الرياضية ، حيث تحوّلت عمان الى منطقة منكوبة تجاريا ومروريا وسكنياً، والانجاز سلحفائي لا يرتقي الى انجاز أي ورشة طوبار في أي قرية نائية…يصرّح أمس أمين عمّان “يوسف الشواربة” أنه يدرس جدّياً إنشاء “مترو” في عمان ..يدي في حزامك، داخل على الله ثم عليك، داخل على شواربك “أبو الشواربة”،سايق عليك “المترو” نفسه أن تغضّ الطرف عن قصة المترو ، وأن تؤجّله للأجيال القادمة يعني “عبو 500 أو 600 سنة” حتى يتحسّن الوضع المادي ويتعافى الإقليم الملتهب ، وأن نتجاوز المنعطف التاريخي بغمّاز يمين..لأننا اكتفينا منكم تطويراً ومشاريعاً بتغص البال أقصد بتاخذ العقل..
أول أمس قضيت ساعة ونصف من جسر الدوريات الى مسجد الجامعة الأردنية ، المسافة لا تتجاوز الكيلو ونصف، أي أن سرعتي كيلو متر في الساعة ،وذلك بسبب الباص السريع الذي “صرعنا” جميعاً،السيارات مكتظة والمرور بائس وشرطة المرور عاجزة تماماً عن ادارة المشهد بل أحياناً تزيده تعقيداً..لا يوجد ادارة عاقلة في كل دول العالم تقوم بتضييق الشوارع والتحويلات دفعة واحدة لخنق المدينة، دبي لم نكتشف أنهم قد افتتحوا المترو الا عندما شاهدناه يسير فوق الأعمدة والجسور، لم يغلقوا شارعاً ولم يفتحوا ورشاً والآليات نائمة في المواقع منذ شهور ، كانوا يعملون على الإنجاز ،كلما نفّذوا شارعاً بنسبة 100% افتتحوه للمسير،وبدأوا بالشارع الذي يليه…الآن عمان كلها ورشة ، تماماً كمن يخلع بلاط بيته كله…ولا يجد مكاناً ينام فيه..
الله يصبرنا بس
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. هذه نتيجة وضع الشخص في المكان غير المناسب

    غياب الكفاءة و النزاهة نتيجة تعيينات الواسطه و المحسوبية

  2. هذه الأزمة اراها فقط أسلوب لطيف لنهب المواطنين من خلال زيادة استهلاك الوقود والأرباح التي تحققها هذه الأزمات أما معاناة المواطنين وضياع وقتهم فهذا غير مهم ولا يؤخذ بالاعتبار

  3. على كل اردني يحمل الرقم الوطني او لا يحمل , لاجىء او زائر او ساكن او حتى مر مرور الكرام من عمان ان يراجع نفسه وخصوصا في الثلث الاخير من الليل, ويتذكر كل ما قام به من افعال او اقوال او حتى تفكير خلال العشر سنوات السابقة ,فلربما اكتشف سبب هذا البلاء الذي ابتلينا به ,فربما يكون مشروع الباص السريع هو عبارة عن عقاب لكل من ارتكب اي من الذنوب السابقة الذكر , ونرجو ان يكون عذاب هذا المشروع تكفير عن ذنوب الاردنيين جميعا.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى