الأحزاب القومية واليسارية: الحكومة لا تأبه بتداعيات تصرفاتها الخطيرة وتتجاهل حالة الاحتقان الشعبي


سواليف

أصدرت الأحزاب القومية واليسارية بياناً استنكرت فيه ما وصفته بتضييق الخناق على حرية التعبير والرأي متهمة الكومة بأنها لا تأبه بتداعيات تصرفاتها وانا لا تدرك الإحتقان الشعبي الناجم عن تصرفاتها.

وتالياً نص البيان كما تلقاه موقع سواليف الإخباري:

بيان صادر عن ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية بخصوص الاعتقالات الأخيرة

مقالات ذات صلة

تواصل السلطات التعدي على الحريات الديمقراطية والعامة وتضييق الخناق على حرية التعبير والتجمع، غير آبهة بما لها من تداعيات جد خطيرة على تنامي حالة الاحتقان الشعبي الناجم عن مجمل السياسات المتبعة منذ مدة غير قصيرة، وبعكس ما يجب ان يكون عليه الحال وبخلاف ما يفترضه الحديث المتواتر للحكومة واعلامها عن ان البلاد تقف على عتبة تحولات سياسية هامة مرتقبة، وتبدلات في علاقة السلطة مع الأحزاب السياسية باتجاه عدم التدخل في شؤونها واطلاق حرية العمل السياسي أمامها، بما في ذلك في الجامعات مع ما يفترضه ذلك من التزام إدارات الجامعات بحرية الطلبة في ممارسة النشاط السياسي، وعدم التعرض لهم بأي شكل من الأشكال بسبب هذا النشاط.
إن سلوك إدارات الجامعات والحكام الإداريين تجاه تعبير الطلبة وغيرهم من المواطنين عن رفضهم المنسجم تماما مع رفض وإدانة الغالبية الساحقة من جماهير الشعب الأردني لاتفاق النوايا المبرم مع الكيان الصهيوني بخصوص مقايضة كهرباء يتم توليدها خصيصا في الأراضي الاردنية لكيان الاحتلال بمياه يتم تحليتها في الشواطئ الفلسطينية المحتلة، ينم عن رفض مسبق لأحد الجوانب الإيجابية والمحدودة في مخرجات اللجنة الملكية لتحديث منظومة التشريعات السياسية، وعدم استعداد مبكر للتخلي عن الذهنية العرفية التي صبغت طيلة العقود الماضية إدارات الجامعات وعمادات شؤون الطلبة فيها.
اظهار القبضة الأمنية في وجه الحركة الشعبية الواسعة لمناهضة التطبيع مع كيان الاحتلال لم يجد نفعا في السابق ولن يجدي نفعا في المستقبل، ومهما بلغت هذه القبضة من القسوة والشدة فإنها لن تنجح في اجبار جماهير الشعب الأردني على التسليم وتقبل الاتفاقيات المعقودة مع الكيان الصهيوني مهما بذلت السلطة واعلامها من جهد في الترويج ومحاولة تسويق “فوائدها”.
مع تصاعد الموجة الثالثة من التطبيع الرسمي العربي وتعدد مجالاته واتساع نطاقه في اطار تنفيذ ما يسمى بـ “صفقة القرن”، تتعمق وتتسع الميول الفاشية والعنصرية في الكيان الصهيوني، ويتمادى اكثر فأكثر في مساعيه المحمومة لتكريس احتلاله وتصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وفي تهويد اراضيه وأسرلة مقدساته ( ومقدسات المسلمين والمسيحين كافة) وفي شن حملات قمع يومية بحق أبنائه وبناته، واضطهاد اسراه والاستخفاف بمشاعرهم الوطنية والدينية.
مع اتساع المقاومة الشعبية في الأردن وجميع البلدان العربية والإسلامية للتطبيع بأشكاله كافة، واتساع نطاق حملة المقاطعة الاقتصادية والتجارية والأكاديمية لـ “إسرائيل” في العالم اجمع لن يفلح الكيان العنصري في أن يهيمن على الوطن العربي، ولا ان يغدو “دولة طبيعية” في فضائه الممتد. على العكس، سيبقى منبوذا، اقله على الصعيد الشعبي، مفروضا بقوة الغطرسة وموازين القوة المختلة، والتي لن تبقى على هذا النحو الى الابد، بل هي ستتغير، وهي تتغير فعلا، بصمود امتنا العربية في سائر اقطارها، وبتصديها الباسل للتطبيع وللأجواء السياسية والاقتصادية السائدة في عالمنا العربي التي تشجعه.
آن الأوان للحركة الشعبية المناهضة للتطبيع أن تربط نضالها ضده، بالنضال المثابر ضد التبعية الاقتصادية للمراكز الرأسمالية، واعتماد سياسات اقتصادية وطنية، متحررة من أي املاء أجنبي ولمواجهة سياسات تضييق الخناق على الحريات الديمقراطية والعامة، وفي مقدمتها حرية التعبير عن الرأي والتجمع، ولشتى اشكال تشويه الحياة السياسية، بفعل القوانين القاصرة للانتخابات والأحزاب والاجتماعات العامة والاعلام، بما فيها الاعلام الالكتروني.
المدخل الأساس لهذا كله يكمن في التوقف عن ملاحقة وتوقيف واستدعاء واعتقال المواطنين الأردنيين على خلفية تعبيرهم عن الموقف والرأي، وفي اطلاق سراح الطلبة والمواطنين الموقوفين بسبب مناهضتهم لاتفاق النوايا المرفوض والمدان شعبيا ووطنيا وسياسيا.
عمان في 26/11/2021
ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى