الآثار: المنشأة الأثرية المكتشفة ليست جاهزة لاستقبال الزوار بعد

 سواليف_ قال رئيس فريق البحث عن #الآثار محمد #الطراونة، الأربعاء، إن المنشأة الأثرية المكتشفة في البادية الجنوبية الشرقية تحتوي على 250 قطعة أثرية، وأكد استمرار العمل في الموقع ومواقع مخيمات الصيادين.

وأوضح الطراونة وهو أستاذ السياحة والآثار في جامعة الحسين بن طلال عبر برنامج “صوت المملكة”، الموقع المكتشف يضم مصائد للغزلان ومبان ضخمة جدا تعود إلى 9 آلاف عام، وأُرخت عبر تقنية كربون 14، وقال إن الاكتشاف عبارة عن منشأة معمارية (مجسم معماري) وهو أقدم مجسم معماري لمنشأة مصيدة في العالم.

“لدينا مجسم معماري لمصيدة صغيرة بُنيت على أرضية مخيم الصيادين وداخل المصيدة يوجد حجران عليهما أشكال بشرية قريبة من الحجم الطبيعي، وعلى أحد الحجرين توجد لوحة مرسومة لمصيدة وهي أقدم لوحة مرسومة لمصيدة في العالم”، وفق الطراونة الذي قال إن المنشأة تحتوي على “250 قطعة أثرية داخل المنشاة الطقسية المخصصة للعبادة، ومن هذه القطع تقريبا 150 متحجرة بحرية”.

ومن النادر العثور على هذا “العدد الهائل من المتحجرات البحرية التي تحمل جميعها السمة الواحدة وهي الشكل الحلزوني”، إضافة إلى صناعة صوانية مميزة بشهادة علماء الآثار الغربيين والمختصين بالصناعات الصوانية، وفق الطراونة الذي قال إن تلك الصناعة “غير مسبوقة” ولم يُعثر على شبيه لها، وهذه الادوات الصوانية موجودة أيضا داخل المنشاة ومرتبطة باستخدام المنشاة للاستخدامات الطقسية.

وأضاف الطراونة أن “هذه المنشاة الطقسية عبارة عن مبنى مصيدة صغير داخل مخيم الصيادين، … وهي المرة الأولى التي يُعثر على مخيمات الصيادين التي تثبت وجود هؤلاء الصيادين في المنطقة ذاتها وبالقرب من هذه المصائد”.

وأوضح أن رسم المصيدة الموجود على الحجر، عبارة عن رسم للمصيدة ذاتها الموجودة على أرض الواقع، وهو أقرب إلى موقع السكن ومخيم الصيادين.

وأعلن وزير السياحة والآثار نايف الفايز، الثلاثاء، عن اكتشاف فريق علميّ أردنيّ- فرنسيّ مشترك من علماء الآثار، لمنشأة فريدة من نوعها بالعالم مرتبطة بممارسة الطقوس الدينية بمنطقة البادية الجنوبية الشرقية في جبال الخشابية في الجفر.

وتتكون المنشأة من “أقدم مجسم معماري بالعالم، وأقدم مخطط للمصائد الحجرية التي تعود إلى 7000 عام قبل الميلاد – فترة العصر الحجري الحديث-“، كما تحتوي أيضاً على حجرين منصوبين على أشكال بشرية قريبة من الحجم الطبيعي للإنسان.

وعثر الفريق العلمي بالمنشأة على عدد كبير من القطع الأثرية المختلفة، وعدد من المتحجرات البحرية، ودمى لحيوانات، وأدوات صوانية استثنائية، ومواقد مرتبط بممارسة الطقوس الدينية.

“العمل مستمر”

وأكد الطراونة استمرار العمل في المشروع، وسيكون هناك موسم آخر في منطقة جبال الخشابية قبل نهاية العام، وقد يبدأ التنقيب في مخيم آخر للصيادين.

وتبلغ مساحة المنطقة كاملة التي مُسحت وعُثر فيها على مصائد للمرة الأولى في جنوب الأردن، 20 كم كربع تقريبا، وبقرب كل مصيدة يوجد مخيم للصيادين.

“قمنا بتنقيب مخيم بشكل كامل، ونحن الآن بصدد الانتقال إلى المخيم الثالث لتنقيبه، وقمنا بتنقيب المصائد الحجرية الضخمة وأرخنا هذه المصائد إلى 7 آلاف عام قبل الميلاد والعمل مستمر في هذه المنطقة”، بحسب الطراونة.

“قصص أثرية وتاريخ للعالم”

مدير دائرة الآثار العامة فادي بلعاوي قال إن الموقع المكتشف في البادية الجنوبية الشرقية هو أقدم موقع أثري في العالم، ويوجد به مخطط معماري لمنشأة طقسية كاملة، وبحسب الدراسات وهو أكبر منشأة معمارية في العالم اكتشفت في ذلك العصر.

ويعود الموقع إلى 9 آلاف سنة سابقة، والمجموعات الأثرية التي كشفت في الموقع نادرة، وتضم أدوات صوانية وتماثيل حجرية وأشكال حيوانات وهي نادرة على مستوى العالم، وظاهرة وجود مخيمات الصيادين مع المصائد الموجودة نادرة جدا، وفق بلعاوي.

ورأى بلعاوي أن الاكتشاف يُعد نوعيا على مستوى التاريخ الحضري البشري، واكتشافه جاء نتيجة عمل 10 سنوات وجهد بحثي أردني فرنسي.

ونظرا لما يحتويه الأردن من آثار مميزة، يُعد دائما نقطة جذب لعلماء الآثار للبحث عن تاريخ البشرية، والأردن يُقدم للعالم قصصا أثرية وتاريخا للعالم لم يوجد في أي مكان في العالم.

“غير جاهزة” لاستقبال الزوار

وقال بلعاوي إن المنطقة “غير جاهزة” حاليا لاستقبال الزوار، وبعيدة عن طريق الوصول السليم والصحيح للزوار، وخطة استثمارها وتطويرها وخطة المحافظة عليها هي خطة طويلة جدا.

وتحدث بلعاوي عن “خطة مفصلة”، وسيتم الاطلاع على جميع الجوانب العلمية والاثرية والسياحية لتقديم منتج سياحي مميز في المنطقة ومناطق أخرى، وهناك خيارات متعددة لكيفية تقديم المواقع السياحية وتفسيرها وإطلاع العالم عليها.

وهناك خطة بدأت دائرة الآثار بالعمل عليها بقيادة الفريق البحثي الأردني الفرنسي لوضع الخيارات لآلية تقديم المواقع، وفق بلعاوي الذي رأى أن الأهم في هذه المواقع قصة المكان، وقال: “لدينا قصة كبيرة جدا وبحاجة إلى استخدام التكنولوجيا والأدوات المختلفة في عملية التفسير والتقديم”.

الكبسولة الزمنية

وأوضح الطراونة أن مصطلح الكبسولة الزمنية قُصد به وجود عدد كبير من القطع الأثرية في مكان واحد وبحالة حفظ ممتازة.

وقال الطراونة إن مشروع البادية الجنوبية الشرقية يعمل في منطقتين الأولى شرق الجفر، والتركيز حاليا على منطقة جبال الخشابية، ويعمل الفريق حاليا على مصائد الصيد الجماعي للغزلان ومخيمات الصيادين المكتشفة حديثا، ووثق الفريق في المنطقة الثانية عدد كبير من المواقع الأثرية وعدد كبير من رجوم الدفن، وأُرخت باستخدام تقنيات التأريخ الحديثة.

ويستغرق كل موسم ميداني 3 أسابيع وأحيانا أكثر، وفريق العمل يخيم بشكل كامل في البادية طيلة مدة العمل، بحسب الطراونة.

“غنية بالاكتشافات”

أستاذ الآثار والتاريخ القديم زيدان كفافي، رأى وجود هذا المكتشف يهيئ المنطقة للأغراض السياحية في منطقة البادية الشرقية، وقال: الاثار يجب أن تعطى أولوية من قبل الدولة.

وطالب كفافي بربط الموقع المكتشف بالمناطق المحيطة مثل البيضة ومناطق جبلية أخرى، وتساءل بشأن الهدف من الصيد في حينه، هل هو للاكتفاء الذاتي أو للتصدير لمناطق أخرى.

كما تساءل عن العلاقة بين الموقع المكتشف ومواقع شمال السعودية، وطالب بالاهتمام لتطوير المنطقة لأهداف سياحية.

ودعا كفافي لمركز يُعني بدراسات البادية الشرقية، يجمع نتائج البعثات ويتحدث عن المنطقة بشكل واسع وليس لموقع محدد، وقال إن المنطقة غنية بالاكتشافات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى