عالم السرعة

عالم السرعة
سالم فلاح المحادين

أمارس الكتابة هاوياً منذ العام ١٩٩٥ ولكنني من باب رحم الله أمرأً عرف قدر نفسه ولأننا في زمنٍ أضحى فيه أمتلاك مربعاً للكتابة عبر عالم الفيس بوك وإنترنت شبه مجاني يمنحان الإنسان شعوراً خارقاً و ربما ثقة غير مبررة بأمكانياتٍ وهمية فإنني أقوم بتذكير نفسي والأطمئنان دوماً على أمتلاكي القدرة الشخصية والشجاعة على نقد حرفي ذاتياً وتقييمه قبل نشره كي لا أنجرف تحت سيولٍ من اللايكات التي قد يمنحني أياها أحدهم لعلاقة شخصية أو لمصلحة ما أو لكوني غارقٌ جدا في جماليات ما ينشر وأغدق عليه بالأعجابات التي تليق بروعة حرفه حقاً !

في زمن السرعة والآف الكُتاب لم يعُد لدى المتتبع الوقت الكافي لقراءة كل ما يتم نشره وبات القُراء يتغاضون عن عديد الكتابات لمللهم السريع ولكثرة المنشورات وأصبح غالبية القُراء كذلك يلجأون لخبرتهم ومعرفتهم المسبقة بأمكانيات الكاتب للبحث عنه وتتبع آخر ما قام بنشره أو يقومون بحكم ثقتهم بالمحتوى بمتابعة أي منشور حتى نهايته ليقينهم التام بأن الجمال سوف يكون ماثلاً أمامهم يتراقص بكفاءة بين السطور وبين الكلمة والأخرى !

هذا الأمر وكل هذه التفاصيل تفرض على من أراد الكتابة والنشر أن يدرك لزوم العمل على تطوير نفسه سعياً للأحسن والتخلص مبدأياً من فكرة الكم والغزارة فالنوع يتفوق حتماً لذا وجب البحث على الدوام عن ملامسة الأحاسيس بكفاءةٍ وإدراك لإيجاد موطئ قدم وسط الزحام والكتابة ضمن ما يشعر به الآخرون لجعلهم يلتفتون دوماً إلى صدق المشاعر والإتقان في التعبير عن ما عجزوا عن وصفه !

مقالات ذات صلة

وفي الختام لا بد من التذكير بأن اللغة العربية وحتى في أساسياتها باتت علماً صعب المنال لدى السواد الأعظم وبات التخبط في رسم الحروف يفرز لنا لوحةً مُشوهةً حقاً والأدهى أنها تنال رضى البعض والثناء عليها وعالم الإنترنت أتاح لنا للأسف الإطلاع على هذه الحقيقة المرة ومدى تفشيها حتى أصبحت ظاهرة تحتاج للتأمل والدراسة لعلنا ننشئ جيلاً يجيد الكتابة والقراءة : والإبداع أيضاً ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى