يوميّات خائف كورونا (17)

يوميّات خائف كورونا (17)
كامل النصيرات

كنتَ تصحو باكراً وتخطط ليومك كله..بضع ساعات للعمل..ساعتان للازدحام..ساعتان وأكثر للمقهى..بضع ساعات مشتتة هنا وهناك من ضمنها الشوارع..وآخر ما تفكّر فيه هو البيت أو العودة للبيت..! الآن تصحو وأنت لا تفكّر إلا بالتنقّل بين الحمّام والمطبخ والبلكونة..حتى في الحمّام اختلفت طقوسك..كنتَ لا تطيل المكوث فيه ؛ والآن ما قيمة الوقت ؟ طوّلْ على كيف كيفك فليس وراءك شيء سوى الفراغ أو اللاشيء أو الأبصرشو ! وهذا الأبصرشو يسيطر عليك ولا يتركك..!

يضبط الكثيرون مزاجهم على عدد الحالات اليومية التي تصاب بالكورونا وأماكن انتشارها..وتصيبهم عدوى الخوف الجماعي..ومن الآن أقول لكم : طبيعي أن يصاب طبيب..وطبيعي أن يصاب دكتور جامعة..وأن يصاب صاحب دكانة وميكانيكي ومهندس وعامل وطن..طبيعي أن يصاب ملياردير ومديونير..و صاحب مطعم وجائع..كل أشكال المهن ستصاب..ليس لأن المرض سيأتيهم بغتةً..وليس لأنه مرض متكبّر ومتجبّر..فقط لأنه وباء وفاشي..! وأنت في وجه الفاشية ليس أمامك سوى أن تقاوم..وكل عدوّ عليك أن تعرف كيف تقاومه حتى وأنت تموت لا سمح الله..!

البلكونة الآن لأصحاب الشقق هي كسر الحظر المعنوي..والذين لديهم بيوت أرضية فإنهم ينعمون بساحات أمام منازلهم..! كلّ يوم تقريباً تنقذني البلكونة..تجعلني أرقب الشوارع الفارغة التي كانت قبل قليل مزدحمة..! أين الزحمة؟ أتذكرونها؟؟! كم لعنّاها..كم كتبنا عنها وفيها وطالبنا بحلول لها..؟! الآن نتوق إليها..بل نطالب فيها وكل أمنياتنا متوجهة إليها..! سبحان الله..! ربّ يعبد..!.

مقالات ذات صلة

أعيدوا إليّ قليلاً من الزحمة..كي أعود إلى تذمّري منها..والله التذمّر زاكي..

يتبع…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى