لماذا حدث هذا في اربد …؟ / أ .د أنيس خصاونة

لماذا تقمع قوات الأمن في مدينة اربد المشاركين في وقفة التضامن مع أهل حلب؟
مؤسف ما فعلته القوات الأمنية عقب صلاة الجمعة اليوم في مدينة اربد والطريقة التي تعاملت بها مع المواطنين المشاركين في وقفة احتجاج على المذابح التي تشهدها مدينة حلب السورية والسكوت العربي والعالمي على المجازر والتدمير الوحشي والابادة الجماعية التي تمارسها قوات نظام السفاح الأسد بالتعاون مع الطيران الروسي في حلب السورية….
لا أعلم كيف أن شوارع لندن وستوكهولم ولوس انجلوس ومانشستر تغص بالمتظاهرين الأمريكان والأوروبيين المحتجين على مجازر حلب في الوقت الذي تقوم فيه القوات الأمنية في اربد بمنع المواطنين من التعبير عن تضامنهم مع أهل حلب…كيف يمكن أن يتفهم الأردنيون أن الشرطة التي ندفع رواتبهم وأثمان ملابسهم وبنادقهم يقومون بالتعرض للمواطنين والإساءة لكراماتهم ومنعهم من حرية التعبير التي ضمنتها المادة 15 من الدستور الأردني المعدل أو بدون تعديلات …لا أعلم كيف يمكن أن نتفهم قيام الشرطة بإغلاق الشوارع واقتياد بعض المحتجين إلى المراكز الأمنية بسبب مشاركتهم في هذه الوقفة التضامنية؟
لا أعلم كيف يقوم محافظ اربد العتيد السيد سعد شهاب بإبلاغ المنظمين للاحتجاج بأنه لن يسمح لهذه الفعالية بأن تقام علما بأن القوانين تنص على أن المسيرات لا تحتاج إلى إذن الحاكم الإداري وأن المطلوب هو فقط إعلام الجهات الإدارية بالفعالية وليس استئذانها؟ لم يبقى لحكومة النسور إلا أن توعز للحكام الاداريين محافظين أو متصرفين بالحلول مكان خطباء الجمعة وإلقاء خطبهم على جماهير المصلين لتسمعهم ما ترغب الحكومة في إسماعهم فقط إياه ولتريهم ما تراه الحكومة فقط ….
ما شهدته اليوم مدينة اربد مشين ويندى له الجبين وعلى محافظ اربد أو من أعطاه الأوامر أن يعتذر من الأردنيين على الطريقة غير المحترمة التي تم التعامل بها مع مواطنين اربد الذين خرجوا اليوم محتجين على ما يحدث لإخوانهم في حلب.
نعتقد بان محافظ اربد لم يعد مرغوبا به كحاكم إداري لمحافظة اربد وأن نسبة معتبرة من أهل اربد غير راضيين عن إدارته وتصرفاته الإدارية وسلوكه الفوقي…. اليوم ما حدث يعكس حالة النكوص والتراجع في الإصلاح السياسي في الأردن وهو يرأينا يشكل نكسة في مسيرة الأردن نحو الديمقراطية والحرية.. حمى الله الاردن ووقاه شر المستبدين وكان الله فو عون الموحدين من أهلنا في حلب وسائر المدن السورية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى