تعال نحب، ونتزوج تقليديا! / مجد عدنان

تعال نحب، ونتزوج تقليديا!
مجد عدنان

تتعدد الآراء و تختلف وجهات النظر حول الطريقة الفضلى للزواج، هل هو الزواج عن قصة حب و مشاعر جميلة 💖
أم زواج تقليدي من خلال تعارف بسيط في جو عائلي معين.

كل واحد منا يعكس تجربته على رأيه في هذه المسألة ،وهو ليس بالأمر السوي، فليس من الضروري أن تكون تجربة أي شخص منا، تجربة صحيحة .

قد تفشل في الحب، وتنجح في الزواج التقليدي، ولكن هذا لا يعني البتة، أن الزواج التقليدى هو الأنجح، فقد يكون شقيقك قد تزوج بنفس الطريقة التي تزوجت أنت بها ، و لكنه فشل في الزواج فشلا ذريعا!

مقالات ذات صلة

إذن هنا تكمن الموضوعية، والتي تترأس ركائزها حول مفهوم كل شخص فينا عن الحب، وعن الزواج بالمطلق…

ليس شرطا أن يكون الحب الذي نتحدث عنه هو العلاقة غير الشرعية، التي تتبادر إلى ذهن الشباب بسرعه…!
لماذا تتأرجحون في آرائكم ، تطلقون العنان لتلك النوايا . الحب فطرة و الحاجة الإنسانية الطبيعية تقتضي وجود مشاعر بين الرجل والمرأة، ولكن الفكرة هي ما مدى احترامك أنت لكلمة الحب، و حفاظك على من تحب..

الحب ليس عبارات تقال و مشاعر مؤقتة تنتهي بعد أشهر وأيام.
الحب أن تقف عاجزا أمام نفسك وأنت تتحدث عنه ، وأنت مدرك ان الحب رزق ونعمة.
الحب هو القرار الذي يغتال عقلك بمنطق الصدق، لتكون النتيجة الفعلية تمسك كل طرف بالآخر من أجل تتويج هذه العلاقة بالزواج…

الحب الذي يفعل المستحيل، ليجمعه سقف واحد مع شريكه الذي يرغب و يتمنى بكل مشاعر صادقة ان يشاركه مركب الحياة،و ليست تلك المشاعر التي يمكنك أن تختار بينها وبين
أي ظرف آخر وتنسى مع مرور الأيام.

الزواج التقليدي، هو الزواج الذي نعلمه جميعنا، زواج عن طريق أحد المعارف، يتم اختيار كل طرف للآخر بحسب الصورة التي يريدها كل منهما، بعيدا عن البحث عن مشاعر الحب ، كل منهما يعلم أن الزواج سنة الحياة، و كل منهما يرغب بشكل أو بآخر بتكوين عائلة و جو يسوده الإستقرار.

من وجهة نظري، الزواج هو رحلة طويلة ، ستشارك فيها أبسط أمورك مع شخص آخر، ومن الطبيعي أن تختلفوا في شؤون كثيرة الصغيرة منها قبل الكبيرة.

و كون أننا مجتمعات شرقية بحته، فإن عدد الزيجات التقليدية هي الأعلى ، نسبة إلى عدد الزيجات التي تأتي عن حب، وهذا الأمر الذي يفسر أنه انجح ، فهو من الأساس أكثر، فكيف يمكن أن لا يتغلب بنسب النجاح.
والنجاح هنا لا يعني أنه نجاح في كيفية الحياة.
النجاح يكمن في أن الشخصين أساسا، قد دخلوا للمؤسسة الزوجية بحثا عن علاقة مستقرة ، هادئة ، وليس هناك هاجسا لدى كل طرف من الأطراف أن يخلق الحب في المكان.
ولكن قد تتوالد مع العشرة معاني المودة والرحمة بناء على تفهم كل طرف من الأطراف لمعنى الزواج.

الأمر الذي استغربه ، أن معظم من قالوا بأن الزواج عن حب فاشل، لم يجربوا أساسا معنى الحب، و لو كان هناك من جرب منهم ولم يستطع أن يحافظ على قصة حبه بحجة أن الظروف كانت أقوى منه، يعمم على الفور بأن الزواج عن حب، هو زواج فاشل!

الحب الحقيقي الصادق، بريء أولا من النوايا المبطنة التي تتبادر لذهن الأغلبية،الحب الحقيقي بمقدار قوة حبه، لديه إيمان بأن الله سيحقق ما يريد كل واحد منهما عندما يحين الوقت.
يكفي أن نية كل واحد منهما نية صافية، لا تخالطها أفكار مغلوطة.

الحب الحقيقي ، لو اجتمعت أطرافه تحت سقف واحد، سيكون قادرا على تحمل كل العقبات، والظروف، لا بل و تحديها، أما قصص الحب التي تسمعون عنها، والتي تنتهي من أول خلاف وأول عقبة، فهي ليست إلا مشاعر احتياج!

الزواج التقليدي، الذي يبنى على قناعه بالطرف الآخر قبل الرضى بأحواله المادية، وسيرته العلمية، بالتأكيد سيكون زواجا ناجحا، ما دامت القناعه كانت نابعة من الشخص للشخص نفسه…

قد تصادفنا زهرة جميلة🌹 في الطريق، تعجبنا فنقع في غرامها، و نقرر أن نضعها في تربة ملائمة، و ظروف جميلة من حولها، إلا أنه بعد مرور أيام، وبعد اعتيادنا، على عطرها و منظرها، و تواجدها، تصبح بالنسبة لنا أمرا عاديا🌿، بعد أن كان من أهم أولوياتنا الإشراف عليها والعناية بها صباحا ومساء ، تصبح مسألة ثانوية، لتمر الأيام و تذبل الزهرة ، و تفقد كل الجمال )

المسألة ليست كيف ستتزوج، المسألة المهمة كيف ستقدر و تهتم و تعتني بمن دق له قلبك و تزوجته عن حب او من دق له جرس قناعتك الداخلية فتزوجته تقليديا )..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى