في مهجع الارصاد / علي الشريف

في مهجع الارصاد.
القي القبض علي قبيل يومين ودخلت السجن بالثياب الزرقاء موقوفا بتهمة غريبة عجيبة ربما تؤدي بي الى السجن عامين.
وفي المهجع التقيت الزملاء هناك وبعد التهليل والترحيب سالني كبير المهجع شو التهمة يا كبير؟
اجبته مسكوني على منخفض جوي!
كبير المهجع : له له له …هاي قصتها طرمة وقضيتك صعبة.
انا: شو رايك قديش بنوكل فيها:
كبير المهجع وبما انه خبرة بالقوانين والعقوبات: حسب سرعة الرياح وسماكة الثلج وانخفاض درجات الحرارة وبدا بالشرح تنص المادة15 من قانون العقوبات انه كل من انمسك على منخفض جوي يعاقب بالسجن ستتة اشهر وبالغرامة 2000 دينار واذا كان المنخفض متزامنا مع احدى الجرائم التالية مثل سرعة الرياح سماكة الثلج الشمس طالعة ومش طالعة تصبح العقوبة سنتين مع الغرامة20000 الف دينار.
بصراحة ولنترك كلام السجن اعلاه ولنتكلم كما يقال بالعربي فكل دول العالم فيها مراكز للرصد الجوي وتصدر بيانتاتها وتختلف وتتفق ولكن يبقى هناك مرجعية رسمية يثق بها الناس وهي مراكز او دوائر الرصد الجوي الرسميه ولا يمكن ان نرى عقوبة واحده على أي مركز رصد قد اخطا رصده او غاير الواقع.
ما حدث مؤخرا من تقارير جوية كانت تطير الينا بين الفينة والفينة من دوائر الرصد الجوي والصراع الخفي بينها هو ظاهرة صحية على المنافسة في القدرة على استقراء الحالات الجوية ولكن المشكلة كانت في الشعب الذي بدا ياخذ اكثر الاخبار عنفا جويا ويقوم بنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن ثم يندفع الجميع ويصبح الحديث استعراضا فقط.
لسنا بلد من ورق حتى نصدر قوانين رادعة على مراكز التنبؤات الجوية ولسنا بلد يمكن ان تنهار اذا ما سقط الثلج او نزل المطر بالرغم من ان الحياة تصبح مشلولة بارادتنا نحن.
كذلك فنحن لسنا بالبلد المعتادة على مثل الظواهر الجوية العنيفة حتى وان كنا جربناها سابقا ولكن المنطق يقول ان القطاع الخاص يمكن ان يكون اكثر دقة من دائرة الارصاد الرسمية لما يمتلكه من خبرات وامكانيات وهذا ما ظهر جليا في اخر التنبؤات للحالة الجوية.
لنفترض ان دائرة الارصاد الجوية الاردنية قد اخطات بالرصد الجوي فاخبرتنا بمنخفض عميق وجاء ضحلا او اخبرتنا بان بلادنا ستكسي باللون الالبيض بينما اكتست بلون الشمس ما هي العقوبة التي ستصدر بها وعليها خصوصا ان اغلب الناس في الاردن يتجهون لغيرها.
ان المنطق يقول ايضا اننا يجب ان نكون على جهوزية تامة لاي اشكالية جوية مطرية او ثلجية مهما كانت ولا نترك الامر لنتدر او نتحزر ومن ثم نبدا العلاج بعد ان نكون قد غرقنا.
اليس من الغريب ان نصبح بلدا تتندر بالقوانين واليس من الغريب ايضا ان نكمم الطاقات والابداع لنتفرغ لحديث ارصاد جوية لم تمتلك بعد مقومات الرصد ولم تعطينا نشرة واحده دقيقة كما ان الغرابة الشديدة تكمن فينا نحن وبتعاطينا مع الاحداث وكاننا بلد لاول مرة يرى الثلج او المطر.
هل يمكن ان نجد في سجوننا الحالة التي ذكرناها في بداية المقال؟ وان يكون مهجع خاص لمتعاطي العمل بالارصاد الجوية؟
هل يمكن اذا ما طلبت من زوجتي مثلا ان تنظر الاحوال الجوية من شباك البيت ان امسك عليها ممسكا واهددها بالتعاطي الجوي ،وهل يمكن ان تلقي شرطة الارصاد الجوية القبض على ابني بتهمة انه قال سينزل الثلج كون ابني غير مرخص له بالكلام.
حسنا كيف سنتصرف مع حمار جاري ابو محمود الذي يعرف ان المطر قادم من خلال حركة اذنية هل يجب ان يصدر ابو محمود له تصريحا.
وبالعودة الى ما بدانا… قال لي كبير المهجع بعد ان فكر وصفن ونكش راسه :لا اجد لك حلا قانونيا يا صديقي يا ريتهم مسكوك على حشيش ولا هالتهمة الباطلة كان دبرناك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى