اشارات ايرانية خطيرة؟!

اشارات ايرانية خطيرة؟!
د.محمد جميعان

برزت ليلة امس اشارات ايرانية خطيرة الى ضلوع دولتين عربيتين في اغتيال الدكتور محسن فخري زادة المدير الأول للبرنامج النووي الإيراني في طهران، ورئيس مركز الابحاث العلمية بوزارة الدفاع الايرانية.

وجاء ذلك عبر محللين ايرانيين معروفين بارتباطهم بدوائر صنع القرار الايراني. واوضحهم ما اورده الباحث امير موسوي على فضائية الجزيرة بان هناك جهتين عربيتين متورطتان في دعم تنفيذ عملية اغتيال زاده.

هذا الكلام المفاجئ يناقض ما صرح به الرئيس الايراني روحاني حين اشار بان إيران ستثأر لمقتل العالم النووي في “الوقت المناسب”.

مقالات ذات صلة

وكذلك ما اورده رئيس البرلمان الايراني بانه بات من الضروري ان يكون الرد على اغتيال فخري زاده صارما وقويا حتى يشعر العدو بالندم، وكان يشير بذلك الى اسرائيل.

ان تلجأ ايران الى ارضاء الشارع الايراني، وكذلك الى بعث رسائل تحذيرية حول قدراتها واستعدادها للرد عبر ضرب مواقع خليجية مثلا، هذا الفعل يشكل تطور خطير لا اعتقد معه ان الامور تسير بالاتجاه الامن كما تعتقد ايران؟!

صحيح ان الاعلام يشكل اثارة وتحريضا كبيرا سيما لحادثة بهذا المستوى ، على غرار ما ذكره نك باتون والش، المحرر في شبكة CNN لشؤون الأمن الدولي، في تحليل نشرته الشبكة، بوم (29 تشرين الثاني 2020)، ان “إيران تتعرض لمزيد من الإذلال بمقتل فخري زادة”، الا انه اوضح مبيناً ان “إدارة دونالد ترامب تريد إثارة أكبر قدر ممكن من الكراهية لجعل المصالحة المستقبلية مستحيلة، بكل بساطة..

وصحيح ايضا ان ما يهم الغرب وامريكا بالمحصلة هو عدم المساس باسرائيل، بل وحتى عدم ابداء اشارات لتهديدها، واكثر من ذلك عدم وجود قدرات لدى ايران وحلفائها يمكن ان تشكل تهديد لاسرائيل.

ربما ايران التقطت اشارات بشكل ما، على غرار تلك الاشارات الي مررتها السفيرة الامريكية بالكويت في حينها الى كبار المسؤولين العراقيين وشجعتهم على دخول الكويت، وهذا اخطر ما يمكن تصوره، ومضمون هذه الاشارات هذه المرة ان حيدوا اسرائيل والقوات الامريكية وانتقموا كما تشاؤون؟!

الا ان ايران سوف تذهب الى الاسوأ، بعد ان وسعت دوائر اعدائها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وهذه المرة عبر ضرب دول عربية اخرى، قد تمتد وتستمر وتستنزف المنطقة لصالح اسرائيل..؟!

د.محمد جميعان
drmjumian7@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى