زكام الفصول

#زكام_الفصول

#سواليف_الإخباري – أحمد حسن الزعبي

مقال الخميس 18 – 4 – 2024

كنت شديد الحساسية في تذوق الأشياء ، مثلا اذا ما مرّت غيمة أزفها بعيني من الغرب حتى تتوارى شرقاً خلف #التلال_الجرداء، ارتشف رقصة الريح كما ارتشف كوباً من النعناع..أنتظر فصل الشتاء على رصيف الوقت ، كعاشق ينتظر وصول محبوبته بمحطة المترو ..لكل يوم له معنى، لكل ساعة تأمل، لكل لحظة نبضة حب، لكل فصل شعائر وجدانية واستقبال مهيب..أوشوش العشب بدندات #الربيع..اودّع #الشتاء كما اودّع المسافر أضع في #حقيبة_الغيم بعض #الزعتر والبرتقال ودفء الليالي المنقضية…
هذا العام أشعر بزكام الفصول ، مرّ الساقي وانا عطش ،مر الربيع وأنا متيبّس العروق ، لم تحرّك لهفتي تلك الريح التي كانت تهزّ نافذتي وكانها ريح تداعب شعر ميّت..واقتراب الصيف يشعرني بقشعريرة المغترب..أشعر بأني مصاب بزكام مزمن على طول الفصول..لم تعد الحياة بالنسبة لي قيمة كبيرة..لم يعد هذا الوجود بالنسبة لي قيمة كبيرة..لقد أصبت بكل هذا عندما شاهدت شعر طفلة كستنائي تلوّن بلون الاسمنت أثناء الانتشال ..
عندما بكى في العيد الاخير طفل غزي على قبر ابيه طويلا ، ولديه قائمة طويلة من الشوق والهموم والحزن الذي لا ينضب ابدا ، وعند الطرف الاخر من القبر ينظر اليه شقيقاه الصغيران بتيه شديد..أيبكون على ابيهم الشهيد ، أم على انكسار غصن أخيهم الغضّ في هذا العالم المتوحّش..
في قلبي “موتى وجثث وأشلاء ويتم وجوع “كلهم يصرخون في حنجرتي …

#احمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى