استقل او استقم

استقل او استقم
قاسم الزعبي

اذكر عندما كنت طالبا ومن ثم معلما في سنواتي الأولى في التعليم… ان الادارة كانت ترتجف لو زارها موجه او مدير تربية أو مبعوث من الوزارة…فكانت الكشافة التي كنت ارفضها دوما لأنها (نفاق ولاداعي لها) تقوم باستقبال الضيف وتحيته بثلاثة أصابع نحيلات فوق الحجَاجب.. ثم نجد المدير قد انقلب ١٨٠ درجة نحو الحنية واللطف بعد أن كان (يمردغنا) في الساحات…
كانت المدرسة تبدو ويكأنها صرح تعليمي متميز ونظيف… ذات اروقة جميلة وساحات نظيفة وطابور منتظم عند حضور الضيف.. ثم ما تلبث أن تنفد المياه من الحنفيات التي كنت (ألعبن) عند الشرب منها… وتتسخ الساحات ويرجع المدير كسابق عهده أكثر (مردغة) وسلطوية رغم معرفتنا بحبه لنا وحرصه على مصلحتنا….
تلك أيام مضين.. ومضت معها المنظومة الدكتاتوتعليمية… خاصة مع وجود طلاب أكثر نضجا.. ومعلمين أكثر تمتعا بالحرية ورفض الهيمنة الحكومية في ظل نقابة حرة منحتهم حرية الكلام وازاحت غشاوة الخوف من مسؤول وزاري أو موجه تربوي….
اليوم وبعد جهد و(ملاهدة) نزل وزير التربية(براسه) إلى الميدان التربوي.. ظنا منه (ابو غمزة) أنه سيقابل بنفاق الكشافة.. و(رجفة مدير)… ليجابه بمجموعة من الماجدات المعلمات يحملن لافتات تؤيد النقابة وترفض سياسة الظلم التي مارسها هذا الوزير مؤخرا بحق المعلمين…
الشاهد بالامر ياسادة.. أن سياسة الرجفة والخوف ومسح الجوخ قد ولت.. وولى معها الظن الحكومي بأن الموظف عبد في مزارعهم..
تيسير النعيمي.. أستحلفك بالله… ألم تشعر بقشعريرة في بدنك عند الاستقبال الفاتر لك؟ ألم تشعر بضيق تنفس (ولعبينية) ورغبة في (القيء) عندما رأيت استقبالهن لك لايليق بك كوزير؟
يارجل استقل او استقم…لأن نظراءك في العمر لا يبرحون سجادة المسجد.. ويصومون اثنين وخميس والايام البيض.. ويكرسون وقتهم لقراءة القرأن…أتعلم لماذا؟
ببساطة.. لأن الاكفان ليس لها جيوب.. وما ستحمله معك هو عملك..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى