.شكر وتقدير

[review]
الثلاثاء 7-4-2009.أصبحت موضة، عند قيام مسؤول بزيارة منطقة ما وتفقّده بعض المشاريع الخدمية او اطلاع الأهالي على خطط مؤسسته أو عندما يحل قضية عالقة هي اصلاً من اختصاص وظيفته، يقوم اعضاء المجلس البلدي أو وجهاء العشائر في اليوم التالي و”يمعطون” الوزير أو المسؤول شكر وتقدير في الجرائد المحلية بمساحة نصف صفحة محشوة بكلمات الشكر والعرفان الدسمة..ومن ثم الإشادة برجولته، وبرؤياه الثاقبة، ومواقفه النبيلة التي تعبّر عن أصله الكريم، ثم يتطرقون لامتداح ابتسامته التي لا تغيب عن وجهه ”المدوّر”، ومن ثم سرد مآثره العظيمة والتودد له بشكل محزن ومثير للشفقة ..وكأن الرجل قادم من كوكب آخر أو أنه متصدّق عليهم من ماله الخاص أو يخصّهم دون سواهم بوقته الثمين، مع ان ما يقوم به هو جزء يسير من واجبه الكبير،فوظيفته الأولى خدمة الوطن والمواطن بهمّة وإخلاص، فلا مكان ”للتمنن” والتفضّل بين المسؤول المواطن.. وغير ذلك يكون ثمة خلل في ذهنية صاحب المنصب أو ذهنية ابن البلد.قبل حين، قرأت ثلاثة إعلانات كبيرة”كلّفت الآلاف” هدفها الشكر والتقدير والعرفان لثلاثة مسؤولين بعد قيامهم بواجبهم الروتيني في حل قضايا الناس ..و”انصهرت” خجلاً في ثيابي عندما قرأت كمّ المديح والتعظيم الذي انهال عليهم.فقد وصف أحد إعلانات الشكر أحد المسؤولين بانه :”رجل المواقف، والكلمة الصادقة،والأنموذج المميز في العطاء والعمل الميداني،عندما تكرم ووافق على لقائه بالفعاليات الشعبية والاستماع لمطالبهم والاستجابة لحلها وتذليل كافة الصعاب بصدقية وإخلاص، ويقول الاعلان : تكرّم معاليه بتقديم الدعم المالي- مع انه مال الحكومة وليس ماله الخاص- لتنفيذ المشاريع الانمائية والخدمية وتوفير الآليات وتطوير وتحسين واقع الخدمات المقدّمة في منطقة كذا” …وفي اعلان آخر يشكر أحدهم مسؤولا آخر ويقول: ” يتقدم فلان بجزيل الشكر والعرفان للجهود المضنية والمتابعة اليومية الحثيثة..ثم يعود في جزء آخر من الاعلان ويصف المسؤول أنه شمل مؤسسته ”بالعين الحثيثة” ايضاَ..وعندما قرأت سبب الإعلان وجدت إن ما قام به من أبسط واجباته التي يجب ان يؤديها ”فحزنت أكثر”.وفي اعلان ثالث وصفوا المسؤول بأنه ”فارس الكلمة” وفي اعلان رابع وصفوا آخر بأنه ”فارس كرم”..الخ من النفاق الاجتماعي الذي يرجعنا للوراء الف عام..نتساءل أين الحكومة من منع هذه الاعلانات لما فيها تشويه للغرض الذي جيء بالمسؤول من أجله..هل كل زيارة تفقدية يجب أن يتبعها ”إعلان” شكر وتقدير بمساحة صفحة؟ هل كل مسألة روتينية تحتاج الى حل، لا بد أن تغلّف بقصيدة نبطية ”ننبطه” إياها؟؟..المسألة بسيطة: ممنوع لأي مؤسسة حكومية او شبه حكومية أن تنشر اعلان شكر و تقدير لأي مسؤول كان وذلك لأنه يقع في نطاق واجبه.***”غطيني يا كرمة العلي..ما فيش فايده..”.ahmedalzoubi@hotmail.comاحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى