عَوْ .. نَوْ .. / يوسف غيشان

عَوْ .. نَوْ ..
يقال – والله أعلم – بأنّ قطّة سقطت عن سطح عال دون تخطيط مسبق ، فلم تنفعها الليونة ، فسقطت على نافوخها وأصيبت بفقدان الذاكرة ، وحينما أرادت أن تصرخ من حدّة الصدمة ، ارتبكت وقالت في نفسها :
– والله ما أنا عارفه شو أقول ..؟!
أقول (نو) وإلا أاقول (عو) !!
حال هذه القطة أفضل منا كثيرا ، صحيح أنّها لا تعرف هل تقول (عو) أم (نو).. مثلنا تماما ، لكنّها بسبعة أرواح ونحن بلا روح على الإطلاق .
من ثقوب الذاكرة المستباحة نراقب ببلاهة ما يحدث ،ونخشى أن نقول (عو) بينما قد ينبغي أن نقول (نونو) وكفانا شرّ القتال.
هل نصحو من شدّة السقطة بعد زمن ، أم أنّ الدم النازف غطّى شاشة الذاكرة إلى الأبد ، واغلق حتى (الثقوب) التي كنا نراقب العالم من خلالها ؟.
المشكلة أننا لم نسقط سهواً وبدون تخطيط كما القطة ، إنما سقطنا عن سابق إصرار وترصّد ورغما عن الجاذبية الأرضية ، حتى أننا خطّطنا لسقوطنا وساعدنا الحاسدين والحاقدين في (تدميرنا) وتحويلنا إلى قطط بلا روح فاقدة الذاكرة والاتجاه .
من كتابي (لماذا تركت الحمار وحيدا)الصادر عام2008

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى