خطط بأقلام الرصاص / رامي علاونة

خطط بأقلام الرصاص
عاد الى البيت بعد قضاء يومه الأول في العمل. كانت العائلة بانتظاره لتناول الغداء. حيّاهم بتجهُّم و دخل مباشرة الى غرفته.
عرف الأب ان ثمَّة أمرٌ ما، فتبعه الى غرفته.
الأب: خير، مالك يابه؟
الابن: ولا شي.
الأب: كيف كان اول يوم بالشغل؟
الابن: زي العمى! بديش هالشغل! شوف لي إشي ثاني. ما رح اقدر أكمِّل!
الأب: ليش يابه؟ ماله شغلك؟ ثلثين شباب البلد بتمنوا يكونوا مكانك!
الابن: بس انا ما بقبل على حالي أشتغل هيك شغل. انا لما درست في بريطانيا كنت مفكر حالي ارجع ألاقي شغل أحس فيه بذاتي!
الأب: يابه الله يهديك! اللي صارلك ما صار لغيرك! آلاف الشباب معهم شهادات من بريطانيا و أميركا و أوروبا و مش ملاقيين شغل زي شغلك بالبلد، و دايرين مشحططين من بلد لبلد! بوس ايدك وجه و قفى إنه عمك أبو عمير رضي يحطك مستشار اقتصادي عنده بالشركة! إصبرلك ثلاث اربع سنين و بتكبر عنده. شركته كبيرة و الها مشاريع مع الدولة. بكره بتنعرف عند الدولة وبتصير وزير.
الابن: عمره هالحكي ما بيصير!
الأب: ليش يابه؟
الابن: صاحبك بده اياني أعْمَلُّه عالخيط و أدلِّكْله كْتافُه!
الأب: مَعْلّش يابه! كُلْنا بدينا هيك.
الابن: بس أنا مفروض إنِّي مستشار اقتصادي بأكبر شركة بالبلد… مش حلّاق!
الأب: معقول عمَّك أبو عمير حطَّك مستشار اقتصادي بالشركة بس عشان هيك؟ ما حكالك تعمل إشي اله دخل بمجال الاقتصاد؟
الابن: حكالي و يا ريته ما حكالي!
الأب: شو حكالك؟
الابن: ما انته عارف سياسة التخبيص الاقتصادية تبعته… صاحبك بكتب خِططه و مشاريعه ب “اقلام رصاص” عشان يظل يْشَطِّب و يْمَحِّي!
الأب: يابه إنه شو بدك بهالسوالف الكبيرة؟ الشركة شركته و السياسة سياسته… المهم انته شو دورك؟
الابن: حكالي إذا اثبتت جدارتي من هون لسَنتين بصير هو يْنَّقلني و أنا أكتب.
الأب: مليح كثير! طيِّب من هون لسنتين، شو حكالك تعمل؟
الابن: أبري قلام الرصاص!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى