صح النوم؟! / صالح عربيات

صح النوم؟!
يا الله كم كنت غبيا ، فقد أسرنا بتمثيله المتقن لدرجة جعلتنا نتعاطف حتى مع الشرير .. فالمعذرة من الطيبين حسني (البورزان) ومن (فطوم) ومن (أبو صياح) ومن (أبو عنتر) شيخ الشباب فهم اليوم في دار الحق ونحن مع شيخ المحتالين في دار الباطل والخميني واتباعهم .. نعم أتقن الدور في مسلسل (صح النوم) وطالما تمنينا أن تنجح مكائده حتى يفوز بـ (فطوم) التي أحبت (البورزان) المتعلم العاقل، ولم تلتفت يوما لهذا الجاهل المحتال ، بطيبتنا وامام احترافيته في التمثيل لم نصدق قلب (فطوم) وحكمة (البورزان) قبل عقود من الزمن على انه محتال، بل طالما كان (غوار الطوشة) يعيش في قلوبنا بعفويته ولا نملك الا أن نتعاطف معه .
حين دخل (غوار الطوشة) في احد المشاهد لم يسلم على البورزان وحين عاتبه أبوصياح قال له غوار : (احنا بدنا زلم من مثايلنا تسلم علينا) .
طالما تخيلنا أن (الزلم) الذي قصدهم في المشهد هم أبناء سوريا أهل التضحية والفداء ولكن ، تبين لنا بعد عقود من الزمن ان (زلم) غوار هم المرشد الاعلى الذي خاطبه قائلا : في روحك القداسة وفي عينيك الامل ، وقد ازدادت قدسية ترابنا حين ارتقى عدد من رجالاتك الى عليائها !!
الى من كان يخاطب والده في مسرحية كاسك يا وطن (يابيي مو ناقصنا الا شوية كرامة) ، الا من أجاد الدور في عبد الودود على الحدود بأن تحدث بحرقة ومعاناة عن الوحدة العربية ، الى من مثل علينا دور المناضل والثوري والقومي عقودا من الزمن .. الى من يتحدث اليوم عن قداسة التراب بقتل الاطفال وانتشار المجاعات وتشريد الملايين.
انت لست (ممثلا) فالتمثيل يحمل رسالة نبيلة وهادفة يؤمن بها الممثل ويضحي من أجلها .. انت بعد مسيرة طويلة من الدجل في نظرنا (محتال) ، اما نحن ف (صح النوم)!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى