زَقوقح / رائد عبدالرحمن حجازي

زَقوقح
حمودة ابن السنتين يتجول أمام الدار وبيده قطعة من خبز الطابون , ويرتدي قميص قطني فقط ( يعني نصفه العلوي مستور والنصف السفلي بِلا ). حمودة غالباً ما يكون بهذا المظهر لأسباب لوجستية عديدة منها التوفير في الملابس وخصوصاً أن الجو صيفي , وثانياً التقليل من عملية التغسيل والتشطيف وخصوصاً أن سِنهُ طيب على الأكل ما شاء الله , وهذا يصب في باب التوفير أيضاً بالإضافة لتخفيف العبيء على والدته .
عبدالله الدكنجي يومياً يشاهد حمودة بهذه الحالة كون الدكان مقابل بيت عبود والده لحمودة . وكلما هم عبدالله بالتحدث مع عبود بهذا الخصوص يتراجع من باب الحياء وعدم التدخل بخصوصيات الأخرين . إلا أن الفرصة لاحت لعبدالله الدكنجي حينما أتاه أنور (الأهتر) ليشتري من الدكان , فقرر عبدالله أن يغتنم هذه الفرصة وقال لأنور : بالله يا عموه روح دق على دار عبود واحتشيلهم يُستروا هالولد عيب يظل هيتش داير زَقوقح . فما كان من أنور إلا الإستجابة السريعة لطلب عبدالله الدكنجي وتوجه مباشرة لحمودة وقال له : ولت لويت هيت دايل دَدودح بالحالة ما تندلع وتندب دوات الدال ( ولك لويش هيتش داير زقوقح بالحارة ما تنقلع وتنضب جوات الدار). فيجيبه حمودة قائلاً : بحروف غير مترابطة وكلمات غير مفهومة ولكن حمودة قدم قطعة الخبز لأنور وكأنه يقول له هاك بدك خبزة . عندها أنور طرق طرقات قوية على باب الدار ليُطل عليه عبود والد حمودة وصرخ بوجه أنور وقال له : ولك كسّرت الباب وشّو مالك ؟ فرد عليه أنور وهو في حالة ارتباك وقال : بدللتوا عبدالله الدتندي أُتّتروا هالولد عيب عليتوا يدل هيت دَدودح ( بقللكوا عبدالله الدكنجي استروا هالولد عيب عليكوا يظل هيتش زقوقح).
نظر عبود باتجاه دُكان عبدالله ورفع صوته بقصد اسماعه الرد وقال مخاطباً أنور : قول للي وداك خليك بحالك ترى أني قرفان وعيتي إللّي عليّ من الطفر فاهم . نظر أنور بإتجاه الدُكان وكأنه يقول لعبدالله سامع الجواب يا عبدالله .
إذا بدكوا الصحيح حمودة امبرطع ومكيّف . صحيح هو نص زقوقح وبمرط بخبز طابون . لكن الخوف علينا احنا نصّبح زقوقح وبلا خبز .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى