الـحُــب الـنِـسـبـي…!!! / د . ناصر نايف البزور

الـحُــب الـنِـسـبـي…!!!
سبعة عشر عاماً مَرَّت كلمح البصر منذُ انطلاقة عملي في التدريس الجامعي في العديد من الجامعات والعديد من الدول! ومنذ أوَّل فصل دراسي عام 1999 وأنا أقوم بتدريس موضوع نسبية المعنى الدلالي والسياقي على أصعدة مختلفة!

ولتبسيط الأمور فأنا دائماً أقوم بتقديم فكرة النسبية الدلالية من منظور نسبية المنظور والمواقف الشخصية الفردية تجاه أيِّ قضية يُمكِنُ طرحها بحيث تتعدَّد الآراء وتتباين بشكل دائم! و مِن هذه القضايا مسألة الحُب ودرجاته بين الاستحسان والحُب والعشق أو الكُره والبغض والمقت وغيرها!

فتارةً أقوم بسؤال طُـلّابي مثلاً: مَنْ منكُم يُحِبُّ مارادونا؟ فَيَنقسم الطُّلاب دائما وبأعداد مُختلفة بين مُحِب وعاشق أو كاره أو محايد…!

و تارةً أقوم بسؤال طُـلّابي: مَنْ منكُم يُحِبُّ صَدّام حسين؟ فَيَنقسم الطُّلاب دائما وبأعداد مُختلفة أيضاً بين مُحِب وعاشق أو كاره أو محايد…!

و تارةً أقوم بسؤال طُـلّابي: مَنْ منكُم يُحِبُّ جمال عبد الناصر؟ فَيَنقسم الطُّلاب دائما وبأعداد مُختلفة أيضاً بين مُحِب وعاشق أو كاره أو محايد…!

و تارةً أقوم بسؤال طُـلّابي: مَنْ منكُم يُحِبُّ كوكتيل رَنّوش؟ فَيَنقسم الطُّلاب دائما وبأعداد مُختلفة أيضاً بين مُحِب وعاشق أو كاره أو محايد…!

وهذه هي النتيجة المنطقية والطبيعية لأيِّ سؤال من هذا النوع كمدخل للحوار ومناقشة هذه القضايا اللغوية؛ حتَّى الشيطان فله مُريدون وكارهون! لذلك فأنا دائماً أطرَحُ هذه الأسئلة وأنا واثق من النتيجة! أمّا هذا الأسبوع فقد حَدَثَ ما لم يكُن مُتوقَّعاً إذ وقَعَ الإجماع على عدَم الحُب! فقد طَرَحْتُ السؤال التالي:

مَنْ منكُم يُحِبُّ دولة الدكتور عبد الله النسور؟ فَلم يَنقسم الطُّلاب كعادتهم بين مُحِب وعاشق أو كاره أو محايد…! بل خَيَّم صمتٌ قاتل؛ فأصابني ذهول وتساءلتُ: هل هُناك مَن يُحِبُّ دولة أبو زهير؟ فكان الجواب بالإجماع “لالالالالا”!

لقدَ فشِلَت فرضية الـحُب النسبي لأوَّل مرّة والجواب بتعليل ذلك لا يقدِرُ عليه سوى دولة أبو زهير ؛ فهَل سينجح قانون الانتخاب الجديد الذي يقوم على “القوائم النسبية” أم سيفشل كما فشل قانون الانتخاب السابق القائم على “الدوائر الوهمية”؛ أم أنَّ حُب الشعوب لكثير من حكوماتهِم وهـميٌ أيضاً وإن بدا لتلك الحكومات غير ذلك!!!؟؟؟ واللهُ أعلَمُ وأحكَم!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى