متطلبات النجاح
الله اعلم حيث يجعل رسالته وهذا العلم يشمل الزمان والمكان والشعب الحاضن لهذه الدعوة وخصائص حامل الرسالة.
ولنأخذ مثالا لهذا آخر الرسالات وهي رسالة الإسلام ونبيها محمد صلى الله عليه وسلم ، ولنسهب في ذلك ونفصل نقول ما كانت رسالة الإسلام لتنجح لو كان المكان في أحد الدول العظمى مثل فارس او روما حيث في هذه الامكنه لا يوجد مانع من قتل الرسول بينما كان المانع في مكة النظم الاجتماعية السائدة في هذا المكان حيث ان العصبية القبلية أقوى من معتقداتهم الدينيه فكانت القبيلة التي في معظمها لم تسلم حامية للنبي عليه السلام وأظهرت صلابة وصمود غير مسبوقين في التاريخ إذ ان قبيلة قريش حوصرت وجوعت وصبرت ولم تسلم ابنها وترفع عنه الغطاء القبلي ،ولنقارن بشعوب اليوم التي تستعد ان تسلم اي من ابناءها مهما كان له من شأن عند اول حصار، وكذلك كان هنالك عند شعب مكة من القيم الايجابية مثل حماية من استجار بها ولنذكر كيف اجار ابو الوليد الكافر النبي حيث قالت قريش لقد اجرنا من اجرت وكذلك مكة مكانيا بعيده عن أعين الدول العظمى.
أما من حيث الزمان فكان الوقت الذي حان لولادة وبزوغ فجر جديد ما كان ليظهر لو كان قبل او بعد .
اما من حيث الخصائص البشرية فكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يمتلك من الخصائص البشرية مما جعلته أفضل بني آدم على الإطلاق حيث استخدم عليه السلام فن الممكن ضمن ضوابط الشريعة باقتدار فكان سيد فن الممكن المقيد لا ينازعه فيه احد منذ خلق آدم إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها .
وهو عليه السلام سيد الأخذ بالأسباب الكونية التي يتبعها التوكل على الله للوصول إلى الهدف ولي فيها أمثلة كثيره ساذكرها في مقال آخر اسمه الأخذ بالأسباب الكونيه ان شاء الله.
لاجتماع المكان والزمان والشعب والتكوين الشخصي لحامل الرسالة كان النجاح غير مسبوق في التاريخ حيث بعد 23 سنة من بدء الدعوة كان الجيش الإسلامي على أبواب روما وفارس ،فقاتل هذا الجيش بنفس الوقت أعظم دولتين في ذلك الزمان وقضى عليهما خلال 12 بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم اي بعد 35 سنة من ولادة الدعوة تم القضاء على أعظم دولتين واصبحت دولة الإسلام القوة الأعظم والوحيدة في ذلك الزمان.
في الختام النجاح يحتاج إلى بيئة مناسبة تشمل المكان والزمان والإنسان المناسب الذي يوظف مفهوم فن الممكن المقيد بأسمى معانيها .
