إنفض السامر
إ
انتهت معركة الإنتخابات بأمن وأمان وسلام رغم إستخدام كافة الاسلحة المشروعة وهي عبارة عن طرح بعض المترشحين أنفسهم بنظافة وشبه برامج وأيضا بكرامة دون تلويث أياديهم وسمعتهم والطرف الآخر للمعركة الانتخابية إنكشفت عورته وخلع ملابسه وجلس عليها ولم يترك أي تصرف سيء أو مال قذر أوكذب وخداع إلا وأستخدمه ولكن الحمد لله أغلب هؤلاء لم يحالفهم الحظ بالنجاح على مستوى مناطق وربوع الوطن إلا قلو قليلة منهم وهذا مؤشر جيد.
وهنا لابد من الشكر والثناء على أجهزتنا الأمنية وجيشنا الباسل الذين أعطوا ووفروا الأمن والأمان أثناء يوم الإقتراع وهذا هو ديدن أجهزتنا وجيشنا دائما برفعوا الراس ويكفي نحن هنا ننتخب وغيرنا ينتحر. وللحقيقة المطلقة لابد من القول أن الإنتخابات هذه المرة هي الأقرب للنزاهة والشفافية بكل المقاييس ولكنها ليست مثالية والإنتخابات هذه المرة غيرت الكثير الكثير سواء بين الناس وليس بالضروره للأحسن بظل قانون الإنتخاب الحالي وغيرت أيضا بالوجوه القديمة التي كانت تعتبر مجلس النواب ملك لهم وممنوع على غيرهم الوصول اليه والغريب أن بعض ممن رسبوا من النواب السابقين حرضوا بعض ممن حولهم للعبث بمقدرات الوطن وحرق بعض الأشجار علما أن بعضهم أمضى اكثر من عقدين من الزمن نائب،مفارقه غريبة عجيبة.
وعلى أية حال نجح من نجح ورسب من رسب وليس كل الناجحين هم أهل للنيابة وليس كل الراسبين هم غير مؤهلين للنيابة لكن الإنتخابات بحد ذاتها لعبة أحيانا تكون حلوة ومفيدة للوطن وأحيانا تكون قذرة ومخيفة على الوطن وبالنهاية فيها الغالب والمغلوب والذي نجح لمجلس النواب الجديد بنظافة وكرامة وشرف نقول له الف مبروك وأنت من تمثلنا والذي نجح بالمال القذر نقول له أنت حرامي ولص وفاسد ولن ينفعك أي منصب لأنك بنظر الجميع فاسد ومفسد ونقول للذي رسب بشرف أنت الناجح الحقيقي وأنت الذي لم ولن تلوث سمعتك ولا تاريخك بالمال القذر.
أما بالنسبة لمجلس النواب الجديد نقول لهم أنتم الآن تحت المجهر والناس تنتظر منكم ماذا أنتم فاعلين وهل إنتم جئتم لخدمة الوطن والشعب وتحملون هم الوطن بداخلكم وتلبون مطالب الشعب أم جئتم لكي تكونوا موظفين عند الحكومة وبصيمة اسوة بالمجالس السابقة مقابل تنفعيات وتعينات وسفرات وهدايا وشيكات كلها من دماء الشعب؟
سؤال كبير وخطير موجهه لكم أيها النواب القادمون إلى قبة البرلمان وسوف ينتظر الشعب ماذا أنتم فاعلون وماذا سوف تقدمون للوطن والناس؟ وسؤال آخر لكم هل تستطعيون أن توقفوا الفساد بتغيير بعض القوانين التي أصبح فيها الفساد محمي بظل التشريعات والقوانين وهل تستطيعون هدم تمثال الفساد الممثل بالمؤسسات الخاصة التي تستنزف المليارات والتي وجدت أصلا لشليلة الفساد بالدولة وأصبحت تلك المؤسسات عبارة عن مزارع مملوكة لفئة معينة تمتص من دماء الشعب وقوته كل ما يستطعيون الوصول إليه وهل تستطعيون إرجاع ما تم نهبه من أموال وممتلكات؟ أسئلة موجه إليكم أيها النواب القادمون والناس تنتظر منكم الفعل والعمل وليس الخطابات ولا الظهور الإعلامي المزيف الذي كان يمارسه بعض النواب السابقين لكي يخدعوا الشعب، كانوا يتكلمون عن محاربة الفساد وهم الفاسدون، يتكلمون عن العداء لإسرائيل وهم من يقيمون العلاقات مع السفارة الصهيونية ويقيمون الولائم والعزايم للسفراء، وللحقيقة أصبح بعض هؤلاء مكشوفين وعبارة عن نكرة أمام الجميع. لذلك أيها النواب القادمون أعيدوا ثقة الشعب بالمجلس، أعيدوا كرامة أعضاء مجلس النواب التي أصبحت بالحضيض بسبب تصرفات بعض من سبقكم من النواب والشعب ينتظر منكم أن تكونوا نواب فعلا، تمارسون حقكم الدستوري ألا وهو الرقابة على الحكومة والتشريع وليس موظفين عند الحكومة وبصيمة لها ويتم شرائكم كما بعض النواب أشتروا أصوات الناخبين لكي يصلوا إلى تحت القبة. لذلك السامر لم ينتهي بعد ولربما نفرح بقدومكم، ولربما ينقلب السامر إلى مسرحية هزيلة ومؤلمو وموجعة للوطن والشعب
