إلى أهل الأرض في كل أيامها

إلى أهل الأرض في كل أيامها
نايف المصاروه
الأرض ثالث كواكب المجموعة الشمسية، وهو الكوكب الذي نسكنه، ولفظها مؤنث لسكونتها وسكينتها، وجمعها أراضٍ أو أروض.
من الأرض خلقنا وعليها كانت الأمم  من قبلنا ، وبين جنباتها دفنت أقوام وأمم، وعليها تكون حياتنا،
وبين جنباتها سندفن، ومنها نخرج ونبعث يوم البعث والنشور لنلقى الله.

تولد حب الأرض عند عامة الناس وسكنها وعمارتها والحنين إليها في كل حين وآن، فمن منا يستطيع أن ينسى ذكربات طفولته وشبابه وعلى أي ارض كانت، واعظم ترجمة عملية وواقعية  لحب الارض، السكن فيها وعلى ثراها تقام المنشآت، وبين حبات ترابها وعلى خطوط المحراث تزرع حبات البذور، لتكون أشجارا وزروعا، ونباتا وجنات ألفافا.

كل الأيام في الأرض ومعها لعلنا نعيد حسابتنا، لعمارتها بكل ما ينفع، والمحافظة عليها من كل ما يضر، او من كل  ما من شأنه  تلويثها والإضرار بها وخاصة من شرور المخلفات الصناعية السامة، التي أهلكت الحرث والنسل، لكن الأهم هو والمحافظة عليها من الضياع والغزو والإحتلال.

ليس للأرض يوم يحتفى فيه، لأن كل الأوقات والأيام مع الأرض وفيها وعليها، لكن البعض جعلوا للأرض يوما لنعيد الذكريات معها، عندما اقترح ناشط السلام جون مكونيل في مؤتمر اليونسكو الذي عُقد في عام 1969 في سان فرانسيسكو، يومًا لتكريم الأرض ومفهوم السلام، وقد احتُفل به لأول مرة في 21 مارس من عام 1970،عندما خرج نحو  20 مليون شخص إلى الشوارع في أكبر تظاهرة عالمية، غاضبين من انسكابات النفط والضباب الدخاني والأنهار الملوثة احتجاجاً على ما اعتبروه أزمة بيئية.
وفي تلك الايام ايضا اوغلت عصابة الاحتلال في ارهابها واجرامها في قتل المزيد من اهل فلسطين، فكان يوما للتذكير بفلسطين المحتلة وبجرائم اليهود وارهابهم.

مقالات ذات صلة

حب الأرض هو حب الوطن، وحب الوطن من الإيمان، عندما خرج نبينا ومعلمنا محمد عليه الصلاة والسلام، مهاجرا مكرها من مكة إلى المدينة وقف على أحد جبالها ينظر إليها، فقال “والله إنك أحب أرض الله إلي، ولولا أن أهلك أخرحوني منك ما خرجت”.

لذلك يقال.. حب الأرض يعدل حب الروح، ومن حب الأرض كان ويكون الجهاد في سبيل الله، للدفاع عنها ورد الغزاة والطغاة والبغاة، وعلى ثراها تراق الدماء وتزهق الأرواح  وتنفق الأموال.

الصهاينة – بني إسرائيل الأنجاس يقدسون قدسنا ،لأنهم يعتقدون أنها أرضهم الموعودة، وعلى ثراها سيقيمون هيكلهم الذي بدأوا يعدون العدة لإقامته، ولهذا وقبل أكثر من ستين عاما إحتلوا أرض فلسطين العربية الإسلامية، بالمكر والخديعة والانتداب.

ثم تبعها إحتلالهم لأرض الجولان العربي السوري، وإغتصابهم لبعض الأراضي في جنوب لبنان، وسيناء في شمال مصر وبعض الأراضي الأرضي الأردنية.

الاحتلال يعني إغتصاب الحقوق بالقوة ، الإغتصاب ذلك المسمى المقزز  بكل توصيفاته ومسمياته،  ولكن بعضنا جرم إغتصاب الأعراض، وتناسى جريمة إغتصاب الأرض، مع أن إغتصاب الأرض وإحتلالها مقدمة للإعتداء على الأرواح والدماء والاموال والأعراض، وهكذا كان الواقع، ولمن نسي او لم يعد يتذكر، أذكر  بالمجازر التي إرتكبها الصهاينة بحق الشعب العربي الفلسطيني، على ثرى فلسطين المحتلة كمجزرة دير ياسين بالذات، وما كان فيها وتبعها من وقائع القتل والاعتداء على الأعراض والتشريد.

وعندي سؤال… ماذا فعلت كل الأمم “المم” المتحدة والمتفرقة، لنصرة أهل فلسطين؟
وماذا فعل أهل فلسطين أنفسهم للثأر من قتلة أبنائهم وأبائهم واجدادهم، ومن اعتدوا على أعراض الأمهات والبنات والشقيقات؟
وماذا كان رد العرب والمسلمين على تلك الإعتداءات التي كانت ولا زالت… ؟
ترى هل قرأنا… أو سمعنا عن تلك المرأة التي أعتدي عليها من قبل بعض الأوباش، فنادت وااااامعتصمااااه… فكيف لبى النداء، وكيف كانت النتائج؟

رغم كل ذلك وبدلا من الثأر لرد الحقوق، بدأت قصص السلام،وتحت مسمى الأرض مقابل السلام ، من بيغن والسادات إلى كامب ديفيد، ثم الى وادي عربه إلى اوسلوا، وما تبعها مؤخرا من جملة التطبيع الإبراهيمي.

نعم أستعيدت بعض الأراضي العربية، ولكن بقيت فلسطين هي المحتلة، وقطعت اوصالها ، وقسمت القدس إلى قدسين ، قدس غربية وقدس شرقية، كما قطعت أوصال العرب وتفرقوا، وأذكر بقصة الثيران الثلاثة والأسد، أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

اكلت فلسطين واهلها منذ اللحظات الاولى لقبول مبدأ التفاوض، على موائد اللئام، الذين رددوا ولا يزالون ” الأرض مقابل السلام”.

وفي زمن ترامب الأغبر، تم الإعترف بيهودية القدس بشقيها، وحق اليهود فيها وسيادتهم عليها، ونقلت أمريكا وغيرها سفاراتهم إلى الشرقية منها، وبعد ذلك يتم الإعتراف بسيادة بني إسرائيل على الجولان!

واكثر ما يملكه بعض صناع القرار وأهل السياسة من بني قومنا الشجب والتنديد، التي أورثتنا ذلا وسقوط، ولا أبلغ من واقع الذل وحياة الذل وواقع السقوط !

يقول كاتب من الخصوم، أي من بني إسرائيل وهو الكاتب شاؤول ارئيلي، في مقال له نشرته  صحيفة هآرتس قبل ايام، أورد  فيه معلومات مأخوذة من الخزائن الإسرائيلية والبريطانية، وفيها تأكيد للرواية الفلسطينية عن حقوق تم اغتصابها بالتآمر مرة، وبالفعل الإرهابي الصهيوني البريطاني مرة أخرى.

من تلك المعلومات “بأن الشعب العربي في فلسطين حرم من حق تقرير المصير بشكل متعمد، رغم أنه كان يتمتع بأغلبية تبلغ 90 في المئة من سكان البلاد، ويملك 90 في المئة من أراضيها الخاصة.

كما جاء في وثيقة تقسيم فلسطين البند التالي: إن مبدأ تقرير المصير لم يطبق على فلسطين بسبب التطلع إلى تمكين اليهود من إقامة وطنهم القومي.

وما يؤلم ويندى له الجبين ايضا ، قول ذلك الكاتب الإسرائيلي، انه “في المفاوضات حول الاتفاق الدائم في كامب ديفيد 2000 وفي طابا 2001، “” وافقت القيادة الفلسطينية على نزع سلاح دولتهم، وعلى ترتيبات أمنية واسعة، وعلى عدم تطبيق حق العودة”، ومع ذلك رفض باراك موقف الفلسطينيين، وطلب بأن يضم لإسرائيل 8 – 13 في المئة دون تبادل الأراضي، وأن يبقي تحت سيادة إسرائيل شرقي القدس، والحرم القدسي !

هكذا قرأت ،واعتقد أنه يوافق الواقع، ولو أن بعضهم يولول ويشجب ويستنكر ويندد، ويشعر بالقلق؛.

أذا لماذا نشجب ونستنكر ونندد ونخطب، إذا كان أهل التفاوض هم من يسلمون الحق الى المعتدي، وهل يعلم أهل فلسطين بالذات ومعهم كل العرب والمسلمين أن اليهود باتوا يحتلون أكثر من 75٪ من أرض فلسطين، إذا على ماذا يتفاوض المفاوضون !

لا زلت لا افهم كيف يتم استثمار عشرة مليارات دولار مع  الصهاينة المحتلين والمعتدبن، ثم يقال.. دعم صمود الشعب فلسطين على أرضه؟

ترى لماذا  أصبحت الأموال… واستثماراتها ،والقصور الشامخة في بعض مدن أوروبا، أحب إلى” البعض منا “من الدين والعرض والكرامة والشرف والكبرياء ؟

بعلمي… أن العربي الحر لا يقبل الردية ولا يداني الدنية، لا على نفسه ولا على أرضه وعرضه، ترى لماذا جبن  بعضنا أو أكثرنا….. وقبلنا بالسلام المجزوء ونقبل بالإستسلام، ويستمر مسلسل القبول بالذل والخنوع ؟

الجواب… عند كل الاحرار من الشعوب.

ختاما.. الإحتفاء بيوم الأرض، ليس بالتنديد والتطبيل والتزمير، والخطابات والهتافات التي خبر العدو المعتدي نهاياتها، لكن الإحتفاء بيوم الارض يكون بتحريرها من أيدي مغتصبيها ومحتليها، وإختفاء كل معالم الإحتلال وآثاره.

أما دعاة التطبيع  والمهرولين نحو نهايات سباق الإستسلام، اقول… إن غدا لناظره لقريب، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا، وسيعلمون لمن يقال طبت وطاب ممشاك، ولمن يقال أف وتف.

والى المحتلين من بني يهود،،، نقضة العهود وقتلة الانبياء، ودعاة الرذيلة وصناع الفتن، والقتلة والظلمة وسراق الحقوق،، موعدنا إلى الواقع اقرب، ثقة بوعد ربنا سبحانه وبحمده (( وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا ﴿٤﴾ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا ﴿٥﴾ ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا ﴿٦﴾ إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُ‍ـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا))

  والى اليائسين من بني قومي، ما النصر إلا صبر ساعة، وكما ان دولة الظلم والقهر ساعة او ربما ساعات ، لكن ثقوا وتأكدوا أن دولة الحق الى قيام الساعة، ثقوا بوعد الله واصبروا، ولكن أعدوا ما استطعتم للقاء بني إسرائيل “أنتم شرقي النهر وهم غربيه… ثقوا” بأن الطائفة المنصورة بإذن الله، هم في بيت المقدس وفي اكناف بيت المقدس، فأعدوا ليوم اللقاء عدته، ولا تركنوا ولا تيأسوا((وَلَا تَاْيۡ‍ـَٔسُواْ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا يَاْيۡ‍ـَٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُون)).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى