هل يعود العراق لمحيطه العربي عبر الشريف علي بن الحسين؟

سواليف
وضعت الاحتجاجات الشعبية في العاصمة العراقية، ضد الفساد الذي ترك البلد النفطي العريق على دكة الإفلاس، على خريطة الأخبار العالمية، حيث يترقب العالم ما ستتمخض عنه الإصلاحات التي قدمها رئيس الوزراء حيدر العبادي للبرلمان، تحت ضغط التهديدات الشعبية التي قادها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الذي هدد بـ”الشلع والقلع” حال لم تنفذ عملية الإصلاح، التي يفترض أنها تعالج أمرين اثنين أنهكا البلد، الفساد والمحاصصة السياسية.

التشكلية الوزارية التي قدمها العبادي، الخميس 31 مارس/ آذار للبرلمان العراقي، حملت مفاجأة غير متوقعة، حيث رشح لحقيبة الخارجية الأهم بين الحقائب السيادية، الشريف علي بن الحسين الهاشمي، ضمن حكومة تكنوقراط تسعى لتحقيق رؤية الإصلاح المفترضة.

الشريف علي سليل آخر عائلة ملكية حكمت العراق، قضت في الانقلاب العسكري الدموي الذي قاده عبد الكريم قاسم عام 1958م، دخل مضمار العمل السياسي في العراق عام 2003 داعياً إلى عودة نظام الحكم الملكي.

– عصر التكنوقراط

وبحسب مراقبين ربما يكون اختيار الشريف علي بن الحسين، مؤشراً على انطلاق عصر التكنوقراط فعلاً، فهو على علاقة إيجابية مع كل العراقيين على اختلاف آرائهم السياسية والطائفية.

ولم يدخل ضمن التحالفات السياسية التي شهدها العراق بعد الغزو الأمريكي، عقب سقوط نظام صدام حسين عام 2003.

ولطالما وصف الشريف علي الوضع الذي يعيشه العراق بعد 13 عاماً على سقوط صدام حسين “بالكارثي”، وسط انعدام الأمن وانهيار البنية التحتية.

ففي حوار صحفي مع وكالة الأنباء الفرنسية العام الماضي، طالب بضرورة إنهاء “المحاصصة السياسية” والانتقال نحو حكم “الأغلبية السياسية” لا “الطائفية”، لتحقيق “النهضة الشاملة للعراق وبناء دولة القانون” كما قال.

– ميزة تاريخية

وللشريف علي المولود في عام 1956، ميزة تاريخية تجعل له قبولاً في العراق، وفي المحيط الإقليمي ربما، كوزير خارجية، فأبوه هو الشريف الحسين بن علي، وأمه الأميرة بديعة بنت الملك علي بن الحسين الأول، وهي في الوقت ذاته خالة آخر ملوك العراق فيصل الثاني.

ولم يكد يبلغ من العمر سوى سنتين حتى جاء انقلاب 14 يوليو/ تموز 1958 الدموي، لينهي ملكية استمرت نحو أربعة عقود.

وفي ذلك التاريخ الذي لا تنساه بغداد، أقدم الانقلابيون على مذبحة جماعية لإبادة العائلة الهاشمية الحاكمة، أفلت منها بأعجوبة الشريف علي الذي كان بين أحضان أمه بعد أن تسللت به متخفية إلى خارج العراق، لينتهي به المقام في لندن التي حصل من جامعتها على شهادة الماجستير في مجال الأعمال المصرفية والاستثمار.

– تصحيح العلاقات

وقد يكون ترشيح الشريف علي بن الحسين كوزير للخارجية، بداية عصر جديد في السياسية الخارجية العراقية بعد أن توترت علاقات العراق بمحيطه العربي، بسبب نهج وزير الخارجية العراقي الحالي إبراهيم الجعفري الموالي لإيران.

فالجعفري أغضب دول الخليج العربي برفضه التصويت على قرار الجامعة العربية بتصنيف حزب الله كجماعة إرهابية، فضلاً عن دفاعه عن إيران عندما أدانت الجامعة الهجوم على البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد.

في حيت يعتقد مراقبون أن وصول التكنوقراط الذين يمثلهم الشريف علي إلى سدة الحكم، ربما يكون ميزان معدلة قبان سياسة العراق المائلة بعيداً عن القضايا العربية لصالح إيران.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى